- العنزي: عدم تنظيم الأوقات من سلبيات الدراسة كقلة النوم والسهر ومتابعة برامج التلفزيون وغيرها
- الرغيب: قلة استيعاب المتعلم للدراسة لعدم إدراكه بالتعليم عن بُعد وضياع عناصر جذب الانتباه
- البدي: بعض المعلمات ليس لديهن خبرة في التعامل مع التعليم عن بُعد وبحاجة إلى تدريب أكثر
- المونس: الاستعداد الذهني للمتعلم في شهر الصيام يكون بعيدا عن التلقي والتفاعل اثناء الدرس
عبدالعزيز الفضلي
يعد شهر رمضان المبارك اول شهر يمر على الطلبة وهم يتلقون الدراسة فيه منذ اكثر من 12 عاما باستثناء اختبارات نهاية العام الدراسي، ولكن الدراسة هذه السنة تختلف عن بقية الاعوام الماضية، حيث لم تكن تقليدية بل عن بعد «اون لاين» بسبب الظروف الصحية التي تمر بها البلاد ودول العالم اجمع.
وقد استطلعت «الأنباء» اراء عدد من التربويين حول الدراسة في رمضان والذين اكدوا ان هناك العديد من الايجابيات والسلبيات من ابرزها غياب تفاعل الطلبة مع المعلمين في الحصص الافتراضية، وكذلك زمن الحصة قليل ولا يكفي لإتقان الدراسة كما يجب، ناهيك عن قلة استيعاب المتعلم للدراسة، اضف الى ذلك الاهمال والتأخير في مواعيد الواجبات والتقييمات الالكترونية المستمرة، وفيما يلي تفاصيل ما ادلوا به لـ«الأنباء»:
في البداية تحدث عضو جمعية المعلمين الكويتية ومدير مدرسة في المرحلة الثانوية ماجد عوض العنزي، قائلا: ان الصيام صحة ويساعد كذلك على رفع المناعة والدراسة في رمضان لطلبة المدارس «اون لاين» لها ايجابياتها، حيث ان التعليم عن بعد من خلال برنامج «مايكروسوفت تيمز» من المنزل بسبب أزمة كورونا يكون بحضور المتعلم (حضورا وتفاعلا ذهنيا وكتابيا) وحل الواجبات وتقديم التقارير مما يساهم بإعداد المتعلم واجتياز الاختبارات الورقية بشرط تنظيم الوقت المناسب للنوم والاستيقاظ وترتيب جدول الدارسة والاستذكار.
غذاء وطاقة
وأشار العنزي الى ان النوم لساعات كافية مهم جدا والابتعاد عن السهر المتزايد، حيث يحضر المتعلم في «الأون لاين» ساعتين ونص الساعة، وكذلك يحتاج لساعات اخرى للدراسة والمذاكرة، ولا ننسى المحافظة على العبادات والصلاة وقراءة وحفظ القرآن الكريم، ويجب ايضا اتباع برنامج غذائي مناسب في رمضان المبارك ، فالعناصر الغذائية في وجبة الإفطار والسحور والإكثار من شرب الماء أمور تساعد في الحفاظ على مناعة قوية والحماية من الأمراض، كما تساعد بمد الجسم الطاقة في نهار رمضان مما يساعد على التركيز في الدراسة والمذاكرة.
واضاف العنزي: ان من سلبيات الدراسة في رمضان قلة النوم والسهر المتزايد واضاعة الوقت في مشاهدة القنوات الفضائية ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي بزيادة عن الحد المسموح به، وعدم تنظيم اوقات الدراسة والنوم والعبادات لدى بعض المتعلمين.
تجاوب وتفاعل
وحول تجاوب الطلبة وتفاعلهم مع المعلمين، وكذلك التزامهم بحضور الحصص الافتراضية، قال العنزي: نعم هناك تجاوب وتفاعل طيب من حيث حضور الحصص في برنامج التيمز وحل الواجبات الأسبوعية وارسالها ومتابعة تصحيحها من المعلمين وكذلك عمل التقارير المصاحبة للدراسة وحل الاختبارات في الدراسة «أون لاين» وإعطاء المتعلمين فترة 15 دقيقة للحل وارسال الحل، وكذلك تصحيحها وارسالها ومعرفة المتعلم بدرجاته وتصحيح الأخطاء ان وجدت، سائلا الله تعالى ان يرفع عنا وعن بلدنا الكويت هذا الوباء وعن بلاد المسلمين كافة، وتمنى التوفيق والنجاح لأبنائنا المتعلمين نهاية العام الدارسي راجيا من الله التوفيق والى مزيد من التطور والارتقاء للميدان التربوي وكافة المجالات.
نقص الخبرة
من جهتها اوضحت مديرة مدرسة (ام زياد الاشجعية الثانوية ـ بنات) سارة البدي ايجابيات دراسة التعليم عن بعد في شهر رمضان المبارك، حيث اكدت ان ذلك يحقق السلامة للطالبات والمعلمات في ظل ڤيروس «كورونا» وبقائهن في المنزل مما يعطي اولياء الامور الاحساس بالاطمئنان والقدرة على السيطرة على الأبناء واستكمال الدراسة دون الحاجة إلى الخروج من المنزل وتفادي الازدحام المروري والتكيف مع الأزمة وعدم ضياع الفصل الدراسي، غير انها اشارت الى ان من سلبيات التعليم عن بعد غياب عنصر مهم وهو التفاعل الصفي القائم على النقاش والحوار بين الطالبة والمعلمة مما يؤثر على بعض الطالبات من ناحية الاستيعاب والتركيز للمادة منوهة الى ان هناك بعض المعلمات اللاتي ليس لديهن الخبرة الكافية في التعامل مع هذا النوع من التعليم ومازلن بحاجة الى كثير من التدريب مع صعوبة فهم بعض المواد مثال مادة الكيمياء.
قصر مدة الحصة
وأوضحت البدي أنه من خلال الزيارات التي تمت في أول يومين من العمل بهذه الآلية والتعرف على آراء المعلمات، فإنه من ناحية مدة الحصة الدراسية فهي قصيرة بالنسبة للمواد العلمية مثل مادة الأحياء، ولا ننسى ان هناك اختبارات قصيرة ستقدم في الأيام القادمة، مما يقلل مدة الحصة أكثر، اضافة الى قلة تركيز ومشاركة وتفاعل بعض الطالبات في الحصص الدراسية وصعوبة التواصل مع بعض اولياء امور الطالبات ممن يعانين من مشاكل في التحصيل الدراسي وإعطاء الحصة الدراسية من المنزل للمعلمات أدى إلى تقليل نسبة غياب المعلمة عن الحصة التي تقدمها الا انه أضاف إلى رئيس القسم المتابع عبئا اكبر من ناحية (متابعة التحضير ـ متابعة دخول المعلمة الحصة الدراسية متابعة اي مستجد ممكن أن يحدث من خلال خلل في الوسيلة المستخدمة او غيره مما قد يطرأ أثناء الحصة.
سهولة التواصل
وذكرت البدي انه من الايجابيات سهولة التواصل مع الطالبات على مدار الساعة، فالطالبة ممكن ان تتواصل مع المعلمة للاستفسار من خلال القنوات المتاحة ووسائل التواصل الاجتماعي (الانستغرام، التليغرام، الواتساب، الساعات المكتبية وقنوات المواد المختلفة) مع سهولة تواصل واطلاع التوجيه والمسؤولين على آلية العمل والتدريس من خلال العمل «اون لاين»، مبينة ان من الايجابيات التي تم رصدها من رأي الطالبات (اخذ آراء طالبات المدرسة من تليغرام المدرسة) مرونة المعلمات ومراعاة الحالة النفسية للطالبات، حيث ان الجو العام مع وباء ڤيروس كورونا، والحظر، والاختبارات القصيرة ورهبة الاختبارات كلها أمور اثرت على الحالة النفسية، مشيرة الى انه من السلبيات التي تم رصدها من رأي بعض الطالبات التخوف من ضيق الوقت وعدم القدرة على الاستيقاظ باكرا للدراسة.
لا تفاعل مع المعلمين
من جانبها، قالت المديرة المساعدة بمدرسة الرابية المتوسطة للبنات اعتدال الرغيب: ان التعليم عن بعد يعتبر وسيلة تعليمية مذهلة تهدف الي تحدي الصعاب التي تواجهنا في كثير من المرات وخاصة فيما تتعرض له البلاد من امراض، ولكن ليس معنى ذلك التخلي عن التعليم التقليدي ومن هنا نستطيع أن نعرض ايجابيات «التعليم عن بعد» حيث انه مهم جدا في هذه الايام وخاصة في شهر رمضان، حيث وفر لنا الوقت والجهد فالمعلمون والمتعلمون صائمون، مشيرة الى انه من مميزاته انه المنفذ الوحيد لنا في مثل هذه الظروف الاستثنائية وفي غيرها، إذ نجد فيه السهولة والسرعة في عرض المحتوى التعليمي ويقلل من أعداد الهيئة البشرية المتقدمة (التعليمية والادارية)، اضافة الى تقليل الانفاق علي المباني والمرافق المدرسية وتوفير الأمن والسلامة للجميع.
الضعف التراكمي
واضافت الرغيب انه ومع كل هذه المميزات وغيرها الا انه له سلبيات رهيبة قضت على كل تلك الايجابيات، نجد منها سلبيات التعليم عن بعد لا يعطينا الثمار المرجوة التي كنا نتمناها، فنجد التفاعل قليلا من جانب المتعلمين والمعلمين وزمن الحصة قليل لا يكفي لاتقان الحصة وتدريسها كما يجب.
ناهيك عن قلة استيعاب المتعلم للدراسة لعدم ادراكه بالتعليم عن بعد وضياع عناصر جذب انتباه المتعلمين وعدم تفاعلهم مع المعلم بسبب شهر رمضان، وارهاق المتعلمين وقلة نومهم، مشيرة الى انه يقتل فن الابداع في الجانب التعليمي من ناحية المعلم والمتعلم.
النوم أثناء الحصة
بدوره، اكد رئيس قسم الاجتماعيات سعود المونس ان شهر رمضان المبارك هذا العام اختلف باستمرار الدراسة فيه عن الاعوام السابقة، ومن ابرز الملاحظات أن الطالب قد يتأخر في موعد النوم لطبيعة هذا الشهر المبارك وبالتالي يكون الاستعداد الذهني للمتعلم بعيدا عن التلقي والتفاعل اثناء الدرس، وقد يلجأ البعض الى استكمال نومه والمعلم يشرح الدرس، اضف الى ذلك الاهمال والتأخير في موعد الواجبات والتقييمــات الالكترونيـة المستمرة مع زيادة في الغياب عن الحصص.
وأوضح المونس أن شهر رمضان هذا العام المصاحب لجائحة «كورونا» وبقرارات الوزارة في تقليل مدة الحصة الدراسية وبقاء المعلم داخل المنزل لشرح الدروس الامر الذي لا يسبب المشقة الكبيرة على المعلم مع تقليل وقت الحصة مما يجعل الآراء مقبولة حول آلية العمل في شهر رمضان المبارك هذا العام.
جو روحاني في الحصص
من جانبها، قالت رئيسة قسم اللغة العربية في مدرسة (محمد سليمان الجراح الابتدائية) بزة الناهض: ان التعليم عن بعد أصبح حلا مناسبا للظروف الحالية لضرورة الحفاظ على التباعد الاجتماعي في ظل جائحة «كورونا» وبالنسبة لتوقيت «الأون لاين» في رمضان أراه مناسبا جدا خاصة توقيت الابتدائي، لافتة الى ان هناك عددا من السلبيات كقلة النشاط والتفاعل في رمضان، فقد كان الطلبة أكثر تفاعلا ونشاطا وتجاوبا معنا قبل رمضان وبعض الطلبة عندهم لامبالاة بالشرح مع عدم الاصغاء له والتأخر في دخول الحصة والتعلل بضعف النت، أو عدم الرد والتعلل بتعليق المايك.
وذكــرت الناهــــض ان الامتحانات في «التعليم عن بعد» ليست مقياسا حقيقيا لمستوى الطالب خاصة ونحن نعلم جميعا بما يحدث وكيفية حل الطالب لهذه الامتحانات ويقين الطالب بنجاحه قياسا على درجات الواجبات والامتحانات التي قدمها والتي لم يبذل فيها أي جهد يذكر، وانتقال الطالب من مرحلة إلى أخرى دون أي حصيلة علمية حقيقية تذكر.