خلال هذا الشهر العظيم، رمضان الانتصارات الإسلامية عسكريا، تتحرك جبهتنا السياسية بسخونة غير معهودة تؤلم نفوس المخلصين، رغم ان رب العالمين يأمرنا بأن نلتزم الحكمة والموعظة الحسنة، وهو ما فيه مصلحة البلاد والعباد!
كذلك الهدي النبوي الحليم لصفات المؤمن بمخاطبة اخوته الأقربين بالتي هي أحسن وبأوصاف مؤثرة لاحترام الطرف الآخر، مفادها كما جاء نصها المؤمن حقا «ليس باللعان، ولا الطعان، ولا الفتان، ولا محبا للعدوان»، أو كما قال نبينا الحكيم لهذا الموقع ما بين أخوة الخندق الواحد للنواحي الشرعية وليست التشريعية أمام الأجيال واحترام ذلك الموقع كما أطلق عليه «بيت الأمة»، كما وصفه في القرون الماضية فرسان أرض الكنانة للشقيقة الكبرى بساحاتها السياسية خلال أربعينيات القرن الماضي زعيم الحركة السياسية آنذاك، وتحريرها من الاستعمار، الزعيم سعد زغلول باشا الذي حاول التصدي لانقسام الشارع السياسي الخطير آنذاك وعدم التزام البعض منهم بالشعارات الوطنية، والروح الوفية للجماهير الهادرة بصيحات التحرر والتحرير من عدوان يستبيح الأرض وخيراتها للقطرين المصري والسوداني.
وكان الإحباط سيد الموقف المتزامن في ظل الخلافات الشديدة بين الأطراف السياسية، ومع تدهور حالته الصحية ما كان من الزعيم سعد زغلول إلا أن يعبر عن مكنون النفس المحبطة لشريكة دربه وحياته زوجته بالعنوان لهذا المقال «مفيش فايدة يا صفية.. غطيني»، ليكون غطاء الرحمة أقرب ليفارق الحياة بعدها محبطا مما يدور وقتها من البعض بلا ولاء ولا انتماء لصالح الوطن المحتاج لسواعد فرسانه بدلا من خلافاتهم التي تسببت في الدخول بمراحل الخسائر العامة.
مصلحة الوطن تتطلب التحرك الرزين بطاقات أبنائه حزمة واحدة، الكل لها مخلصون، وتفويت الفرصة على الحاسدين والحاقدين والأشرار لتحقيق مصالحهم على حساب الأوطان المسالمة التي يتربصون بها لتضييع ثرواتها والتسبب في معاناة أجيالها.
رحمة الله على زعيم الحكمة السياسية سعد زغلول باشا، وعلى حكيم ومؤسس دستورنا الراحل الكبير الشيخ عبدالله السالم.
ونقتبس الإحساس ذاته من منبر «بيت الأمة» ببيت الشعر:
تهدى الأمور بأهل الرأي إن صلحت
وإن تولت فبالأشرار تنقاد!بذمتكم إصلاح ذات البين.. طالت أعماركم، دون دمارها، لا سمح الله بذلك!