ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس باعتراف الرئيس الأميركي جو بايدن بما وصفه بـ«الإبادة الأرمنية» باعتباره «بلا أساس» ويلحق الضرر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.
ولم يكتم الرئيس التركي غضبه في خطاب تلفزيوني استغله أيضا للتدليل على تاريخ الولايات المتحدة مع العبودية واضطهاد السكان الأصليين لأميركا.
وقال اردوغان «إذا كنتم تتحدثون عن إبادة جماعية فيتعين عليكم النظر إلى المرآة ومحاسبة أنفسكم»، مضيفا «نستطيع التحدث ايضا حول ما حدث للسكان الأصليين والسود وما حدث في فيتنام».
واعتبر أن «بايدن استخدم عبارات غير محقة لا أساس لها وتخالف الحقائق بشأن أحداث أليمة وقعت قبل أكثر من قرن».
وأضاف «نعتقد ان هذه التعليقات تم تضمينها في الإعلان بعد ضغوط من جماعات أرمنية متطرفة ودوائر معادية لتركيا. لكن هذا الوضع لا يقلل من التأثير المدمر لهذه التعليقات».
جاء ذلك، في مؤتمر صحافي عقده اردوغان عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأشار اردوغان إلى أن الدولة العثمانية اتخذت قرار نقل وإسكان الأرمن «كتدبير ضد تمرد قائم ومجازر متصاعدة وليس ضد تهديد محتمل».
وأكد الرئيس أردوغان أنه لم يحدث شيء يوصف بالمأساة الإنسانية في يوم 24 أبريل 1915 (وهو اليوم الذي يعتبره الأرمن ذكرى لمزاعمهم).
ولفت إلى أن ما حدث في ذلك اليوم هو أن الحكومة العثمانية أغلقت منظمات تعاونت مع البلدان المعادية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأوقفت 235 من قياداتها.
وأردف «هناك مقابر جماعية للأتراك قتلهم الأرمن في أماكن كثيرة لكن لا يوجد أي مكان تجدون فيه مقبرة جماعية للأرمن لأنها لم تقع أصلا».
ومضى قائلا «قبل قرن كان أكثر من 80% من السكان في المنطقة الجغرافية التي تقع فيها أرمينيا اليوم مسلمين، أما اليوم لم يتبق أحد تقريبا من المسلمين الأتراك والشركس في المنطقة نفسها».
من جهة أخرى، أعلن أردوغان فرض «إغلاق كامل» على مستوى البلاد اعتبارا من الخميس حتى 17 مايو، بما في ذلك إغلاق المدارس وقيود السفر بين المدن للحد من زيادة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا.
وبلغ إجمالي الإصابات اليومية في تركيا ذروته فوق 63 ألفا في 16 أبريل قبل أن ينخفض بشكل حاد إلى دون 39 ألفا أول من أمس، بينما ظل عدد الوفيات اليومي فوق 300 خلال الأيام السبعة الماضية.
وفي حديثه بعد اجتماع للحكومة، قال اردوغان ان جميع الرحلات بين المدن ستحتاج إلى موافقة من السلطات فضلا عن إغلاق جميع المدارس.
وقال إنه سيتم استثناء قطاعي التصنيع والغذاء من القيود الجديدة، وأضاف أن أعداد الإصابات اليومية يجب أن تنخفض إلى أقل من خمسة آلاف بحلول نهاية شهر رمضان.
في شأن تركي آخر، قال المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المحادثات التي ستجرى بين تركيا ومصر الأسبوع المقبل يمكن أن تسفر عن تعاون متجدد وتساعد في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا.
وقال إبراهيم قالين، مستشار أردوغان والمتحدث باسم الرئاسة التركية لـ«رويترز» في مقابلة، ان هناك اتصالات بين رؤساء أجهزة المخابرات ووزيري خارجية البلدين وإن بعثة ديبلوماسية تركية ستزور مصر أوائل مايو.
وأضاف «بالنظر إلى الحقائق على أرض الواقع، أعتقد أن من مصلحة البلدين والمنطقة تطبيع العلاقات مع مصر».
وقال المتحدث ان «التقارب مع مصر.. سيساعد بالتأكيد الوضع الأمني في ليبيا لأننا نعي تماما أن لمصر حدودا طويلة مع ليبيا».
كما اعلن قالين «سنبحث عن سبل لإصلاح العلاقات بأجندة أكثر إيجابية مع السعودية أيضا».
ورحب مستشار اردوغان بالمحاكمة التي أجرتها السعودية وقضت العام الماضي بسجن ثمانية متهمين بقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي بين سبع سنوات و20 عاما.
وقال «لديهم محكمة أجرت محاكمات. اتخذوا قرارا وبالتالي فنحن نحترم ذلك القرار».