كما هو حال الملايين ممن تابعوا، تابعت لقاء ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع الإعلامي المتميز عبدالله المديفر بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية السعودية 2030 والإنجازات التي تحققت في هذه السنوات رغم التحديات والصعوبات خلال تلك الفترة أبرزها جائحة كورونا وأثرها السلبي في تعطيل التنمية عالميا على مختلف الأصعدة اقتصاديا واجتماعيا وصحيا.
أثناء اللقاء لم تذهلني الإنجازات الضخمة المحققة والتي ذكر بعضها سمو الأمير، فبحكم زياراتي للمملكة وأحاديثي مع زملاء دراسة الماجستير في جامعة الملك عبدالعزيز، والذين ما زلت على علاقة وثيقة أعتز بها وتواصل دائم معهم بفضل الله منذ العام 2006 إلى الآن، كنت ألمس تلك الإنجازات والنقلة النوعية في المملكة مثل القضاء على البيروقراطية الإدارية الجاثمة على قلب معظم بلداننا والتعامل في بيئة لا ورقية بعد إلغاء التعاملات الورقية المزعجة أو معدلات الإنجاز السريعة لمشاريع حيوية عملاقة أو عن محاربته للفساد وسراق المال العام ومحاسبتهم واسترجاع المبالغ الضخمة المنهوبة من شخصيات كبيرة لم يخطر على بال أي مواطن عربي ولا أجنبي ولو في الخيال انه ستتم محاسبتهم يوما ما، ولو لم يحقق غير تلك الإنجازات لكفته.
في لقائه لم يتحدث محمد بن سلمان كأمير أو كونه وليا للعهد إنما تحدث كقائد يعرف ما يريد ويرى هدفه بوضوح ويستشرف المستقبل للنهوض بوطنه لجعله في مصاف الدول المتقدمة والعمل على تفادي أي مشكلات أو تحديات مستقبلية محتملة وهو ما نفتقده في غالبية دولنا إن لم تكن جميعها.
ما تحدث به الأمير محمد بن سلمان عن الرؤية أثناء اللقاء يحتاج إلى فريق متكامل من عدة أشخاص متخصصين كل في مجاله، فهو لم يتحدث عن الشعر ولا عن اختفاء القمر، بل تحدث في عدة مجالات مختلفة وببيانات عميقة ودقيقة حيث تحدث في مجال الاقتصاد وأيضا عن الدين وفي مجال البيئة ومجال السياحة، كما تحدث في مجال الصحة وعن البطالة وعن الإسكان، وفي رأيي لو أن فريقا متخصصا من عدة أشخاص لما تمكن من التحدث بنفس الطريقة، والعجيب في الأمر أنه يزيد على ذلك ويقول بكل ثقة للمذيع «إذا حبيت تسأل في أي قطاع أنا جاهز»، لله دره.
عندما سأل المديفر سمو الأمير محمد عن كيفية اختيار فريقه أجابه بأنه يختار الفريق بناء على الكفاءة والشغف لدى كل عضو من أعضاء الفريق، أي أنه لم يختر بناء على «هذا ولدنا» كما هو الحال لدينا. وحينما سأله المديفر مرة أخرى ألا تعتقد بأننا نمشي بسرعة أكثر مما يجب أجابه قائلا: لا توجد سرعة أكثر مما يجب، فإذا كان عندي فرصة ويمكن تحقيقها لماذا الانتظار، وانه يجب ترجمة إمكانيات البلد إلى مشاريع، وهنا تظهر جليا قدرة الأمير محمد على اتخاذ القرار وعدم التردد، وهي في رأيي المعضلة الكبرى لدى غالبية أصحاب القرار.
ختاما: أجزم بأن الأمير محمد بن سلمان شخصية فذة وعقلية جبارة، لا نطلب من الآخرين أن يكونوا مثله ولا نحملهم فوق طاقتهم، ولكن على الأقل سيروا على نهجه.
[email protected]
al7armal@twitter