ونحن في العشر الأواخر في رمضان الشهر الكريم نشم عطر هذه الليالي المباركة والمليئة بالنفحات المباركة والإيمانيات التي تقربنا إلى خالقنا رب العزة سبحانه وتعالى، لا نشعر بها في الأيام الخوالي مثل ما هي في رمضان، نشعر بأننا نرتقي إلى السماء وأعمالنا كالطيور تطير من حولنا يتقبلها العزيز الحكيم بواسع رحمته، تتساقط كل الذنوب والمعاصي وتتطهر منها القلوب ونعود كما ولدتنا أمهاتنا.
هذه الفرحة الأولى في كل يوم، والفرحة الثانية هي الجائزة الكبرى يوم العيد والفرح السعيد ببدء جديد وجهد قوي وعتيد عاهدنا به الحميد المجيد سبحانه.
قال صلى الله عليه وسلم: «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».
وقال في حديث آخر: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري (1901)، ومسلم (759).
نستنتج من هذين الحديثين أن فضل ليلة القدر عظيم، أوله أن الأجر فيها خير من أجر عمل 83 عاما، والآخر أن من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وأي أجر كهذا بل هو فوز عظيم وأجر كبير.
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: ـ صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر، فقال: آمين، آمين، آمين، فلما نزل سئل عن ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل، فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين».
[email protected]