أسامة أبو السعود
عممت وزارة الأوقاف خطبة عيد الفطر المبارك المذاعة والموزعة بعنوان «ولتكبروا الله على ما هداكم».
وجاء في الخطبة التي أعدتها لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة بقطاع المساجد بوزارة الأوقاف وحصلت «الأنباء» على نسخة منها «هذا يوم أعظم الله قدره، وأسبغ عليكم فيه من الآلاء والنعم ما يوجب شكره، أوجب الله عليكم فطره وحرم عليكم صومه، وتوج به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وجعله عيدا للمسلمين بعد أدائهم فريضة صوم الشهر، وشعيرة من شعائر دينه، فلا عيد لأهل الإسلام سوى عيدي الفطر والنحر.
وتابعت الخطبة «فطوبى لمن صام شهر رمضان وقامه بإيمان واحتساب، وهنيئا بما وعده ربه من عظيم أجر وجزيل ثواب. وليتذكر بفرحة العيد الفرحة الكبرى، يوم تعرض الأعمال ويكرم بها أصحابها كرامة عظمى... قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون».
وفيما يلي نص الخطبة «ولتكبروا الله على ما هداكم»:
الحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من اتقاه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، وكفى بالله وكيلا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير الخلق وأهدى العالمين سبيلا، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في الله حق جهاده وما بدلوا تبديلا.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعملوا بطاعته ورضاه، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) النساء:1.
واعلموا أن يومكم هذا يوم أعظم الله قدره، وأسبغ عليكم فيه من الآلاء والنعم ما يوجب شكره، أوجب الله عليكم فطره وحرم عليكم صومه، وتوج به شهر الصيام، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام، وجعله عيدا للمسلمين بعد أدائهم فريضة صوم الشهر، وشعيرة من شعائر دينه، فلا عيد لأهل الإسلام سوى عيدي الفطر والنحر.
عن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر» أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. فاحمدوا الله تعالى على إتمام الصيام، واسألوه القبول والتوفيق للتمسك بشرائع الإسلام.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
معاشر من كنتم صائمين قائمين:
إنكم صمتم شهر رمضان، وقمتم لياليه ترجون ما عند الله من الثواب وزيادة الإيمان، وقد وعد سبحانه من صامه وقامه ـ إيمانا واحتسابا ـ بالرحمة والغفران، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا: غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا: غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له.
ومن صام رمضان وقامه ووفق لذلك توفيقا، كان من الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، فعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان، وقمته، فممن أنا؟ قال: «من الصديقين والشهداء» أخرجه ابن حبان وصححه الألباني.
يا من أخرجتم زكاة فطركم للفقراء والمساكين راضين مستبشرين: بشراكم، فعن ابن عباس رضي الله عنه ما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات». أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
فطوبى لمن صامه وقامه بإيمان واحتساب، وهنيئا بما وعده ربه من عظيم أجر وجزيل ثواب. وليتذكر بفرحة العيد الفرحة الكبرى، يوم تعرض الأعمال ويكرم بها أصحابها كرامة عظمى، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس: 58.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» أخرجه البخاري ومسلم.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أفاض الله علي وعليكم من بركات هذا العيد، وجعلنا بفضله ورحمته من أهل الفضل والمزيد، وأستغفر الله العلي العظيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله الذي خلقكم، واستعينوا على طاعته بما رزقكم، واشكروه على نعمه كما أمركم، يزدكم من فضله كما وعدكم، (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم:7.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الأحبة في الله:
لقد خلقكم الله لعبادته فاعبدوه، وأمركم بإخلاص الدين له فأخلصوه، وجعل الشرك به أكبر الكبائر فاجتنبوه، وأقيموا الصلاة وحافظوا عليها في الجمع والجماعات، وأدوا الزكاة واحرصوا على صنائع المعروف وفعل الخيرات، وحافظوا على أركان الإسلام وأصول الإيمان، وداوموا على الخير والمعروف والإحسان، واحرصوا على رد المظالم ونصح الظالم، وأحسنوا إلى نسائكم وأولادكم، وصلوا أرحامكم وجيرانكم، من خلال وسائل التواصل المتاحة في ظل الاشتراطات الصحية، وحسب الإجراءات الاحترازية، قال الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) النساء:36.
عباد الله:
لقد كرم الإسلام المرأة ورفع شأنها وأعلى قدرها، وجعلها صنو الرجل في أصل التكليف، وساوى بينها وبينه في الأحكام والتشريعات، إلا فيما عارض أنوثتها فاقتضى تخفيفا أو زيادة أو نقصا، فاتقين الله في أنفسكن وحافظن على الصلوات المكتوبات في أوقاتها، فإنهن مفتاح كل خير. وأخرجن الزكاة والصدقات، فإنها وقاية من النار، وعليكن بالحجاب والاحتشام، وليكن لكن في أمهات المؤمنين أسوة، وفي بنات النبي صلى الله عليه وسلم قدوة، واعلمن أن المرأة نواة المجتمع، فبصلاحها يصلح، وبفسادها يفسد.
واحرصوا ـ رحمكم الله تعالى ـ على الأخذ بالنصائح والتوصيات الصحية، والتزام الإجراءات الاحترازية.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، إنك قريب سميع مجيب الدعوات، اللهم عليك باليهود الغاصبين، وانتقم من الصهاينة المجرمين، ورد الأقصى الجريح إلى حوزة المسلمين، اللهم ارفع عنا البلاء والوباء والغلاء، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهم وفق أميرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه وولي عهده لهداك، واجعل أعمالهما الصالحة في رضاك، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.