بقلم:خالد مبارك هيف الحجرف
قـــال تعالـــى
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم
في حياة الخلود ترفرف أرواح الرجال الذين لا يستطيع الموت أن ينتزعهم من قلوبنا أو يسدل ستاره على أعمالهم الجليلة التي تضيء الحياة للآخرين وتمنحهم سمو الانسانية بمعناها وتتوجها بمغزاها..
هؤلاء الرجال تظل سيرتهم العطرة تفوح بين ثنايا القلوب لتعمرها وتغمرها بالحب.
نعم، في ذكرى وفاة المرحوم سعد العبدالله.. سعد الكويت رحل لكن ذكراه مازالت تملأ الوجدان، فأفعاله وانجازاته ومآثره لاتزال حاضرة وراسخة في قلوب وعقول تأبى نسيان شخصية محورية وعظيمة في تاريخ وطننا الحبيب، ولا يسعنا في هذه الذكرى إلا أن نقف إكبارا وإجلالا للجهود الجبارة التي بذلها سموه، رحمه الله، في سبيل الحفاظ على الكويت وأهلها ووحدة الصف والكلمة ولُحمة الشعب، فكان يجمع ولا يفرق، ويغضب ولا يخاصم، ويختلف ولا يقسو، وكان محافظا على أموال الشعب ومقدراته، فقد تجاوز أقصى المحن بسعة صدره، فكان دائما القوي والأمين الحارس على أمن الوطن واستقراره، فكان رحوما يحب العفو والتسامح مع الناس ولا يقسو عليهم، وكل ذلك بمشورة وتوجيهات سمو أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الجابر، رحمه الله، ورفيق دربه سمو أمير الانسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر، طيب الله ثراه، وبتعاون مع المسؤولين، رحم الله المتوفى منهم وأطال في عمر الموجود وعافاهم.
وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، لا نزكيه على الله ولكن نحسبه بإذن الله تعالى من الذين قال فيهم المولى عز وجل (أحياء عند ربهم يرزقون) فهو رحمه الله يحمل أنواطا بمقاييس الرجال وبمقاييس الزمن، هو البقاء الذي لا يعرف الفناء بما قدمه من عطاء وسخاء، لم يتوقف ولم يتوان عبر سنوات طوال.
سيظل الأمير الوالد باقيا في القلوب، وسأظل أنا فخور بأن الزمان جاد بكرمه ومنحني فرصة العمل مع سموه، طيب الله ثراه، بإذن رب العباد الكريم الجواد.
لقد تعلمت من سموه الكثير من المعاني والخصال الطيبة والتسامح والمودة في التعامل من الناس.
ولا عجب أن قيادة سموه أكسبته محبة الشعب الكويتي ومودته، فكان رحمه الله يتمتع بصفات الهدوء والوقار والتواضع والقناعة والصبر والعمل الدؤوب من أجل مصلحة الكويت وشعبها.
فكانت الكويت في قلبه على الدوام، فبادلته حبا بحب حتى صار رجلا بحجم وطن، وستظل الكويت تفخر بأنها أنجبت سعد الكويت، رحمه الله، وهكذا هم الأبطال يصنعون التاريخ وهم أحياء، فيظل التاريخ يذكرهم بعد وفاتهم.
سأظل أصبو الى الافصاح عن مكنونات نفسي تجاه الأمير الوالد الذي تبوأ في قلبي وقلوب الكويتيين مكانة لا تضاهى ومنارة للسمو في الأخلاق والإخلاص لدى الجميع، وسأظل أفخر بأنني كنت دوما الى جواره.
وفي الختام، رحم الله أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الجابر، ورحم الله الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله بطل التحرير، ورحم الله أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه تحت قيادة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر، حفظهما الله.
فيا قبر الحبيب وددت أني
حملت ولو على عيني ثراك
ولا زال السلام عليك مني
يرف مع النسيم على ذراك