كعادتها تقوم قوات الاحتلال الصهيوني المجرمة سنويا وربما مع كل شهر رمضان بأعمال استفزازية بحق أهلنا في فلسطين المحتلة وبصور مختلفة، ولعل العالم أجمع شاهد على ما يقوم به الصهاينة من تصرفات وإجراءات لئيمة بحق سكان القدس، وخصوصا أهالي حي الشيخ جراح، والتي بدأت منذ أكثر من شهر لتهجيرهم من بيوتهم وتحويل الحي إلى حي صهيوني.
نعم هناك جرائم كبيرة ترتكب بحق فلسطين وشعبها الصامد وفي عموم الأراضي الفلسطينية سواء المحتلة منذ عام 1948 أو 1967 وحتى ما تم ضمه إلى الكيان الصهيوني بحجج مختلفة وواهية وبشكل مخالف لجميع الأعراف والمواثيق الدولية وبدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعي حرصها على حقوق الإنسان وتطبيقها للشرعية الدولية، بينما تغض الطرف عن جرائم ما تسمى دولة إسرائيل واحتلالها للأراضي العربية وغطرستها في ضرب السكان المدنيين العزل بشتى أنواع الأسلحة التي تمدها بها تلك الدول.
ونحن في الكويت وإن كنا نفخر بالمواقف المشرفة لدولتنا وقيادتنا الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، وثبات حكومتنا على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية عبر تاريخها وكذلك مجلس الأمة وجميع أطياف شعبنا الوفي، إلا أننا نستغرب وبمرارة كبيرة صمت العالم وصمت الكثير من الحكومات والشعوب العربية التي تكتفي بالصمت وربما بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين بكل استحياء، حتى بيانات الشجب كانت تساوي المعتدي الغاصب بالضحية وصاحب الحق.
العدو الصهيوني بغارات طائراته الحديثة يقصف المناطق السكنية ويدمر البيوت على رؤوس ساكنيها متحديا العالم أجمع ومتبجحا بأن هدفه قتل قادة الفصائل الفلسطينية بينما هو يقتل الأطفال والنساء الأبرياء ليشكل ضغطا على المقاومة وإيقاف ردها على تلك الهجمات، فالمقاومة الفلسطينية بصواريخها البسيطة أثبتت ضعف جيش الكيان الصهيوني وما يسمى بمنظومة القبة الحديدية التي لطالما اعتبرها قادة إسرائيل أنها لا تقهر وأنها قادرة على إسقاط أي صاروخ يعبر المجال الجوي لفلسطين المحتلة.
ونتساءل: أليس من حق اخوتنا في فلسطين أن ينعموا بالأمن والأمان وأن يعيشوا في دولة حرة كبقية شعوب الأرض وأن تتوقف جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أطفالهم، وهل يمكن أن نرى صحوة للضمير العالمي بوقف تلك الاعتداءات المتكررة والتهجير القسري للفلسطينيين عن بيوتهم وأرضهم لتغيير طبيعة السكان واستبدالهم بمستوطنين متحدرين من أصول أوروبية أو روسية أو أفريقية وإعطائهم حقا ليس لهم فقط لأنهم يهود، ثم يأتينا من يتبجح ويقول إن «إسرائيل» الوحيدة التي تمثل الديموقراطية في المنطقة، بالله عليكم أي ديموقراطية تلك التي تقوم على العنصرية البغيضة؟!
وفي هذه الأيام المباركة نتوجه بالدعاء إلى الله تعالى أن يشد أزر إخوتنا المرابطين في فلسطين المحتلة وأن ينصرهم على عدوهم وعدونا، وأن نرى مواقف أكثر إيجابية من جميع الدول خصوصا تلك التي تدعي تمثيلها للعالم المتحضر.