بيروت - عمر حبنجر
مظهران متناقضان، شدا انتباه اللبنانيين والمهتمين بأمور لبنان أمس، طرق التضامن الآمنة والسالكة الى السفارة السعودية في اليرزة، تقابلها الطرق المقفلة من جانب السلطات اللبنانية وثوار«17 تشرين» بوجه النازحين السوريين المتجهين الى السفارة السورية، في منطقة اليرزة عينها للمشاركة في انتخاب الرئيس بشار الأسد مجددا.
فقد تابعت السفارة السعودية في لبنان، استقبال المتضامنين من الشخصيات السياسية والاجتماعية في دارة السفير وليد البخاري في اليرزة.
وغرد نائب رئيس حزب الكتائب نقيب المحامين السابق جورج جريج، على تويتر معلقا على السقطة الديبلوماسية لوزير الخارجية شربل وهبه قائلا: السياسة الخارجية او الديبلوماسية، تقول للتيار او للطاقة، اخي العزيز، الاولى شطبت لبنان عن لائحة الدول، والثانية أطفأت آخر فيوز في جمهورية النور، الوزير سلطة، لا حاجب ولا بدل عن ضائع، ولبنان وطن لا شركة أشخاص. وختم بالقول: طق شرش الحياء.
وكان البخاري كشف عن اتصال هاتفي اجراه وهبه معه اثر بث المقابلة، حيث اعرب فيه عن اعتذاره الشديد والصريح مما بدر منه.
واذا كانت حكومة تصريف الأعمال تجاوزت الإحراج الذي تسبب به وزير الخارجية المعفى من مهامه شربل وهبه، بإعفائه، فهل ستتمكن من تجاوز الإحراجات التي ترتبت على الأحداث المتصلة بانتخابات الرئاسية السورية في لبنان، بعد سقوط قتيل وعدد من الجرحى وتحطيم العديد من السيارات وفي مختلف المناطق اللبنانية جبلا وبقاعا؟
في هذه الأثناء، تنتقل الأزمة الحكومية اليوم الى مجلس النواب، حيث يعقد المجلس جلسة مخصصة لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي تحمل الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، ملقيا على عاتق مجلس النواب مسؤولية الخروج منها.
وسيعود الرئيس المكلف الموجود خارج لبنان، اليوم ليشارك في جلسة المواجهة المباشرة مع فريق الرئيس عون، بينما استبق رئيس المجلس نبيه بري الجلسة باتصالات لضبط ايقاعها، منعا للمزايدات المفضية الى الاشتباك السياسي، في هذا الوقت اللبناني المأزوم، لكن مصادر الحريري تقول انه سيضع النقاط على الحروف، من لحظة اعلان تكليفه الى اليوم.
وواضح ان ما سيحصل لن يفرج هموم اللبنانيين، فالأكثرية النيابية لازالت في مركب الحريري، وبالتالي لن تكون هناك توصية بسحب التكليف ولا اجازة لرئيس الجمهورية بإجراء استشارات نيابية لتكليف شخص آخر، فالمسألة محسومة دستوريا، وستنتهي الجلسة الخطابية، الى دعوة من يعنيهم الأمر للإسراع في تشكيل الحكومة.
وينقل عن رئيس المجلس النيابي قوله: نحن نتراجع على تفاصيل تافهة، في زواريب مظلمة.
والراهن ان لبنان الدولة بحاجة الى رجال دولة، وهذا ما لا يراه لبنانيو هذا الزمن حتى في احلامهم.
وقد ترأس بري اجتماعا لكتلة التنمية والتحرير ظهر أمس، حيث جرى عرض الأوضاع الراهنة، وخصوصا ما يتعلق بجلسة مجلس النواب اليوم التي يفترض ان تكون مخصصة لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس، على ان تجري مناقشتها في الجلسة التالية، الا اذا اصر النواب على المناقشة الفورية.