إليزابيث باثوري.. مسز دراكولا!
كانت إليزابيث مصدر الإلهام للرواة من كاتبي قصص مصاصي الدماء، والتي اشتهرت عائلتها «باثوري» بتاريخها الموحش المتعطش للدماء، والعائلة النبيلة ذات الأصول المجرية مالكة الثروة والسلطة، وهي النسخة الأنثوية من دراكولا.
«باثوري» نموذج للمرء عندما يصبح فريسة الظلام، ويفقد مشاعر الإنسان وتصبح إرادته تابعة لإرادة الشيطان، وتهيم نفسه بحثا عن الجمال ويجعل نشوته مقتصرة بالرقص على الدماء، والبحث عن إكسير العنفوان.
«باثوري» الغريبة هي شخصية واقعية وليست محض خيال، امرأة جعلت من دماء الفتيات شرابا مستساغا.
كونتيسة الدم إليزابيث باثوري ـ كما تُلقب ـ لم تكتف بشرب دماء 600 من فتيات الشعب، بل ذهبت تبحث عن دم أزرق ملكي يقيها الشيخوخة فقتلت 25 من فتيات الأسرة المالكة!
ولدت في القرن السادس عشر بوجه جميل وقوام حسن، وحين قامت ثورة المزارعين رأت بأم عينيها اغتصاب وقتل أختيها فيما نجت هي من المجزرة.
تزوجت بالكونت فرنسيس ناداستي، وهو من علمها أساليب التعذيب قبل القتل في دروس حية بأن جعلها تقطع أوصال ثم رؤوس الأسرى الأتراك، وكان يلاحظ استمتاعها وابتكارها أساليب جديدة، وكان يساعدها في التعذيب والتقاط الفتيات من الريف خادمها الأعرج وسيدة سوداوية شريرة اسمها آنا دارفوليا، وكانت الكونتيسة تتمتع بتجويع الفتيات أسبوعا كاملا، وتغرز الدبابيس في شفاههن وتحت أظافرهن، وبعدها تقتلهن وتستحم في دمائهن.
ذات يوم وبينما كانت خادمتها تضع اللمسات الأخيرة على شعرها فوجئت إليزابيث بشد شعرها بقوة من قبل الخادمة التي اعتذرت مذعورة عن هذا الخطأ، لكن إليزابيث وبشكل غريزي أمسكت بمقصها الفضي وضربت وجه الخادمة الشابة بقوة، ليسيل دم الفتاة المذكورة على يد الكونتيسة، بينما كانت إليزابيث تمسح الدماء من يدها لاحظت أن جلدها بدا أنعم وأكثر نضارة من ذي قبل، فاستشارت حاشيتها الذين وافقوها رأيها على الفور خوفا من إغضابها، ناسجين قصة من محض الخيال عن امرأة نبيلة في الماضي كان لدم العذراوات الشابات تأثير مماثل لما حدث معها فأصبحت جميلة حتى آخر يوم من حياتها.
فاستدعت اليزابيث تلك الخادمة التي شُق وجهها، وقامت بسحبها من شعرها وتعليقها من قدميها بسلسلة من الحديد الصلب فوق حوض الاستحمام، وتركتها في هذا الرعب لفترة ثم عادت بحوزتها مقصها الفضي وقامت بقطع حنجرة الفتاة ليسيل دمها بغزارة داخل الحوض الذي استحمت فيه إليزابيث، وهي تراقب جثة الفتاة معلقة أمامها.
من كتاب: أغرب الشخصيات في التاريخ ـ رمزي المنياوي