مخاض يعيشه إقليمنا نحو مزيد من التطلعات الشعبية، فأزمة الملف النووي الإيراني توشك على نهايتها مع توقعات رفع العقوبات عن إيران. وكذلك وجود تباشير بعودة الاتصالات بين السعودية ـ وإيران. والعراق يتطهر من رجس الدواعش. والواقع اليمني يتجه نحو السلام العادل. وسورية بعد عشر سنوات من الاقتتال الداخلي تلتئم فيها انتخابات الرئاسة تحت رقابة دولية. فالإقليم بعد كل التضحيات يسير لقبول الأمر الواقع مما يهيئ الإقليم إلى فسحة من الاستقرار بعد طول الاحتقان. وطوق محور المقامة ينتصر للفلسطينيين ويقضي على آمال إسرائيل في التوسع في التطبيع العربي، مما يعزز كرامة الأمة.
والحمد لله كانت الكويت حذرة ووسطية في تعاملها مع أحداث الإقليم، ودائما تبقي على شعرة معاوية تشددا ورخاء.. وهذا يؤكد على رجاحة العقل الكويتي في السياسة الخارجية.
وبمثل ذلك نتمنى أن ينعكس على السياسة الكويتية في الداخل، فإلى متى هذا التأزيم والتوتر الذي شل التنمية وأحبط الشباب الكويتي؟ وبدأت الناس تكفر بالديمقراطية بدليل نسبة حضور الانتخابات التكميلية الأخيرة لم تتجاوز 28%!
نعم تتحمل المعارضة جزءا من هذا التوتر، لكن العبء الأكبر على السلطة السياسية، عنوانها الواضح استشراء الفساد بأنواعه ووجاهة رموزه، ولا مناص ولا فرار من مواجهة هذا الطاعون بكل مصداقية وجذرية ومهنية، والتعامل بواقعية مع المعطيات الداخلية بلا مكابرة ولا عناد: شعبية الحكومة تزداد تآكلا، والمعارضة تزداد قوة وشراسة بقواعدها الشعبية المتزايدة! والتفكير في حل مجلس الأمة أو في تلميع الحكومة ومؤيديها، ولجوئها إلى الخطابات المنمقة لن يجدي لها نفعا.
[email protected]