أثار تأخر الجرعة الثانية من لقاح أسترازنيكا استياء كبيرا في أوساط المجتمع، فبين قلق من انخفاض معدل المناعة لمتلقي لقاح أوكسفورد مع سيل الشائعات غير المنطقية حول تداعيات تأخر تلقي الجرعة الثانية إلا أن السبب برأيي عائد إلى أسباب أبعد تماما عما يتم تداوله في الأوساط الاجتماعية.
فالكل يعلم أنه قبل بضعة أشهر أثير في أوروبا شائعة عن تسبب لقاح استرازينكا لجلطات أدت إلى وفاة بعض من تلقى اللقاح مما أدى إلى منعه لدى بعض الدول الأوروبية إلى أن يتم التأكد من سلامته على صحة الإنسان.
ولأن كل من يثق بحكومة دولة الكويت يعي تماما أن أي شائعة تطال صحة شعبها وتهدد حياته تأخذ على محمل الجد لأن وزارة الصحة تعتبر من أكثر وزارات الصحة في العالم حرصا على صحة أفراد الشعب الكويتي.
ونظرا لأن اللقاح أثير حوله لغط بالتأكيد لن تقوم الحكومة بمنح الجرعة الثانية إلا إذا تأكدت أن ما أثير حول اللقاح مجرد تكهنات وإشاعات الهدف منها هول النيل من بريطانيا لأجل التوجهات السياسية ليس إلا.
وذلك لأن أوكسفورد تعتبر من اعرق المؤسسات الطبية العالمية وعليه بالتأكيد هي لن تقوم بإصدار لقاح غير آمن إلا أن السياسة مع الأسف ومطلقي الشائعات مع وجود السوشيال ميديا بالتأكيد ألقت بظلالها على مدى فاعلية اللقاح ولأن وزارة الصحة لدينا لا تقدم على خطوة إلا إذا كانت مطمئنة من جدواها، كان هذا الدافع الرئيسي من تأخر الجرعة الثانية التي أثبتت الدراسات أنه لا ضير من تأخر الجرعة الثانية لشهر.
حقيقة، إن كل ما نحتاجه هو القليل من الثقة بقياداتنا ومؤسسات الدولة، فما يشاع عن أسباب تأخر الجرعة الثانية سمعتها شخصيا كما سمعها بقية أطراف المجتمع إلا أنها غير منطقية، فبالتأكيد وزارة الصحة التي لديها طلبات للتطعيم بمئات الآلاف من المواطنين والوافدين بالتأكيد لن تؤخر الجرعة الثانية وتخاطر بصحة الشعب لأجل تداعيات غير منطقية ولا تدخل العقل وتخالف لغة المنطق.
إلا انه مع الأسف لا يزال هناك مشككون في النوايا ومازال البعض لا يثق الثقة التامة بحكومته وبأنها لن تضره وبأنها على قدر من الجدارة لأن تقدم له الأفضل.
إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى متى سيستمر سيل الشائعات والأقاويل ولغة التشكيك لدينا حقيقة وصل البعض منا لمرحلة الاستياء التام ونتمنى لو لم يكن هناك سوشيال ميديا حتى لا نسمع بمثل هذه الإشاعات ونعتمد فقط على الإعلام الرسمي.
إلا أننا نتمنى من المجتمع أن يثق ثقة تامة بأن حياة الفرد في الكويت أمانة في أعناق حكامنا وهم بالتأكيد لن يضيعوها وهي محل اهتمام وعناية فقط ما نحتاج من البعض ان يثق في حكومته بأنها لن تضره وأنها ستقدم له الأفضل.
إلا أن ما يستحق أن نوجه فيه تساؤلات لوزارة الصحة هو عن أسباب سقوط أبناء الكويتيات وزوجات الكويتيين من قائمة التطعيم، فقد حدث خطأ في النظام لم يضعهم ضمن الوافدين ولم يضعهم ضمن الكويتيين وهناك أعداد كبيرة من أبناء الكويتيات وزوجات الكويتيين قد تقدموا لأخذ اللقاح لما يتجاوز الـ 6 أشهر ولم يتم تحديد موعد لهم حتى الآن.
ونتمنى حقيقة ألا يتم تأخير مواعيدهم لأن البعض منهم يعاني من مشاكل صحية وحياته معرضة للخطر في حال - لا سمح الله - أصيب بفيروس كورونا لذا نتمنى معالجة هذا الخلل بالنظام وإعطاءهم أولوية في تلقي اللقاح لأن البعض منهم قد قام بالتسجيل في النظام منذ فترة طويلة وحياته مهددة بالخطر.
وأنا متأكدة من أن هذا النداء ستجد له وزارة الصحة تكييفا لتعالج الخلل الذي حصل بالنظام لأن مع ما أحدثه وباء كورونا وتعطيل الأعمال مع الضغط الهائل على موظفي وزارة الصحة والمجهود الذي يقومون به، بالتأكيد هناك أخطاء حدثت ومن دورنا كوسائل إعلام يتوجب علينا أن نكون سندا وعونا لهم وننبههم لما حدث من خلل حتى يتم تلافي الأخطاء.