مازال الخلاف بين مجلس الأمة والحكومة قائما، مع إصرار نواب المعارضة على استجواب رئيس الوزراء وبعض الوزراء.. وينفذ بعض النواب تهديدهم للحكومة عبر الجلوس على كراسي الحكومة في قاعة عبدالله السالم، وفي المقابل يرفض أعضاء الحكومة هذا الأسلوب ويقاطعون جلسات المجلس للمرة الثانية.. وهي في الحقيقة محاولة من النواب للوصول إلى طريق مسدود مع الحكومة وإعلان عدم التعاون والضغط عليها لإعلان عدم التعاون سعيا لأن تقدم القيادة العليا على حل المجلس والدعوة لانتخابات جديدة، مع إجراء تغيير شبه شامل لمجلس الوزراء بتغيير رئيس الحكومة ومن ثم تغيير رئيس المجلس الذي يرى بعض النواب أن تعاونه من الحكومة يعد تهمة.. ويبدو أن الوضع سيستمر، حيث يجمد أعمال واجتماعات المجلس وعدم التعاون مع الحكومة.. هذه هي أهداف بعض أعضاء مجلس الأمة،، الوصول إلى «عدم التعاون مع الحكومة وحل المجلس وإجراء انتخابات جديدة».
يا ترى هل تنجح محاولات نواب المعارضة في إنجاز أهدافهم؟ وهل بإمكانهم أن تنجح محاولاتهم في استبعاد النواب غير المؤيدين لمواقف نواب المعارضة. لا شك أنها معادلة صعبة لإنجازها، فأغلب دواوين أهل الكويت تخالف مواقف نواب المعارضة وسبق أن أصدر تجمع دواوين الكويت بيانات تطالب بضرورة إيجاد أرضية للتعاون وعدم السماح بوقف جلسات المجلس، فرواد هذه الدواوين يرون ضرورة المحافظة على مسيرة الحياة الديموقراطية وعدم السماح بعرقلة مسيرتها، فهم حريصون على أن تستمر الحياة الديموقراطية من خلال التعاون الشامل بين أعضاء مجلس الأمة وأعضاء الحكومة، وعدم المساس بسمعة هذه الديموقراطية. لذا لابد من إعطاء الفرصة للحكومة لتنفيذ مشاريعها التنموية بعد عرضها على مجلس الأمة للاستئناس بآراء النواب، وبهذا يكون قد تحقق التعاون المنشود من أجل المصلحة الوطنية.. ولا داعي لتخريب جلسات المجلس والإصرار على إشاعة الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين والنظم المتبعة في إدارة جلسات المجلس.
الإصرار على استجواب رئيس الحكومة غير مجد، فبالإمكان انتقاد عمل الحكومة من خلال توجيه الاستجواب مباشرة للوزير المختص.. كما هناك استجوابات غير مستحقة مثل استجواب وزير الصحة الذي بذل جهودا مشهودة خلال أزمة كورونا وساهم في قيادة المنظومة الصحية إلى بر الأمان واستطاع أن يتغلب على كل المصاعب وأن تتم معالجة كل المشاكل ولم تتعرض البلاد لأي مشكلة بسبب كورونا، في حين أن هناك دولا شقيقة وصديقة تعرضت لمشاكل ضخمة بسبب كورونا، ولم تتعرض حكومات تلك الدول لاستجوابات بقدر الاستجوابات التي طرحت من قبل نوابنا.
كذلك استجواب وزير الداخلية، وجه المعارضون الاتهام إلى الوزير بسبب الحريات، وكان أن رد الوزير ها أنا أمامكم أسمع انتقاداتكم دون أن يتعرض أحد منكم للاعتقال، وأشار إلى أن «وزارة الداخلية تتقبل النقد وصدورنا مفتوحة، ونتمنى أن نسمع نقدا بناء يساعدنا على معالجة الأخطاء».
أرجو أن يعي الجميع وأن يضع كل أعضاء مجلس الأمة والحكومة مصلحة البلاد في المقام الأول من اهتماماتهم.. الكويت اليوم بحاجة إلى جهود وتعاون أعضاء المجلسين، ونأمل أن يبدأ أعضاء مجلس الأمة بحضور جلسات الأمة وإدارة الحوار البناء داخل قاعة المجلس والتوقف عن إثارة الشائعات من خلال الإعلام.
آية كريمة: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير).
والله الموفق.