كاميرات الطرق عندنا مشكورة كشفت المستور وفضحت المغرور وغير الملتزم بقواعد وأصول وقوانين المرور على مدار الساعة، ومؤخرا ظهرت حادثة هزت الضمير الإنساني نبه إليها الخالق قبل توجيهات المخلوق ولوحات مروره لاحترام وتقدير ومساعدة «كبار السن» ورعاية هذه الشريحة من مجتمعنا الإنساني، فكل فرد من كبار السن عليك أن تتوقعهم «أجدادك وأجدادي، أمهاتك وأمهاتي، آباء وجيران، أعمام وأخوال»، عنوان للاحترام لكل مقال ومقام، لهم كل تقدير واحترام كما وصفهم سيد الأنام بأرقى مقام الاحترام، وكذلك الدول الراقية، قدوتها ديرتنا الحبيبة بتخصيص أولويات لكبار السن احتراما وتوقيرا لهم ممن يدرك كل ذلك الالتزام الإنساني ويتسارع لتطبيقه وتنفيذه!
هكذا قامت بواجبها كاميرات مرور حادث اعتداء مركبة الدفع الرباعي على قائد مركبة في الطريق ليس فقط بالكلام، بل بالضرب والتنكيل لذلك البدن النحيل كما صورته الكاميرات صوتا وصورة أمام الجماهير المقهورة والتي فزعت لإنقاذ المسن من أحد أحفاده للأسف، والأمر لا يعني قبيلة محددة، ولا أسرة معينة، ولا منصب للواسطة، ولا تحيزا لهذا الإنسان أو ذاك، لكنها كشفت المستور للجمهور المقهور مما يتكرر أحيانا من ضعاف للنفوس بجهل كبير في التعامل مع مواقف مركبات كبار السن أو حسن التعامل معهم.
لكن ذلك المعتدي تمادى في تعديه السافر على كبير ديرته وهرب بعدها معتقدا نهاية فعلته، لكن الكاميرا الوفية كانت بالمرصاد لقبيح فعلته ليأخذ القانون مجراه بعقاب أبسطه سحب وإلغاء رخصته حماية للعباد كبارهم وصغارهم من شره، وكذلك حرصا على القانون وأرواح العباد التي حاول إهدارها بفعلته، لولا شرفاء الطريق وفزعتهم للكبير المجني عليه ورفعه من وسط الطريق مع عناية الخالق ولطفه بهذا الرجل لكانت النتيجة غير محمودة لاسيما أننا تعودنا في مجتمعنا عدم تعرض من في مثل سنه لمثل هذا الغرور من شخص مخالف لكل أصول القيادة متسلحا بواسطته أو كونه يوصف بالقاصر أو بسبب تعاطي المسكرات والمخدرات، أو بأي ذريعة أخرى يجد فيها علته لتكون محاسبته القانونية نهاية لعبته.
لابد من إنصاف عباد الله من مثل هذه الحالة بتفعيل مختلف القوانين حتى نوقف هدر أرواح الناس وكرامتهم كما تم صوتا وصورة للمركبة السوداء بلونها وفعل قائدها إنذارا للمتعاطين والمستهترين.
حسبنا الله هو نعم المحاسب والوكيل لأمثالهم، وخطاكم الشر يا كل البشر لمثل هذا الخطر وأعوانه!