بعد التجربة الطويلة والممتدة لأكثر من عام والتي خاضها المجتمع الدولي بشكل عام وأهل الكويت بشكل خاص، كان للعمل إجراءات غير التي كانت عليها سابقا، فعدد العمالة في القطاعات سواء العام أو الخاص تناقص إلى 30% الأمر الذي نتج عنه تراكما في المعاملات وتأجيلا في تفعيل اللوائح والإجراءات وإغلاق الكثير من الفروع والقطاعات، كما أن تناقص أعداد العاملين كان السبب الرئيسي وراء هذا التحول وهذا التغيير، ولو كان الإيمان بقدر الله راسخا بكل معانيه مع الأخذ بالأسباب بنوع من الجدية والحرص لكانت الأمور أسهل بكثير مما عليه الآن.
لقد أولت الحكومة ممثلة في الوزارات المختصة كوزارتي الصحة والداخلية وغيرهما اهتماما بتوفير جميع المتطلبات اللازمة والإرشادات الجازمة لسد احتياج المجتمع، وكان تعاون أفراد المجتمع متميزا إلى حد ما، إلا أن الشق كبير والبلاء عظيم مما جعل الخوف والهلع وعدم جدية البعض له دور في زيادة الإصابات.
من جانب آخر، لوحظ أن العمل الخيري سواء الداخلي أو الخارجي تميز بالاستمرار في عطائه وعمله، فجمعيات النفع العام أحيت شراكة واسعة مع المؤسسات الرسمية بالتوافق معها، حيث وصل عدد المتطوعين في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على سبيل المثال إلى أكثر من 1000 متطوع مع الالتزام بالاشتراطات الصحية والقرارات الأمنية بشكل كبير، وهذا ما كان واضحا في قطاعات العمل الخيري.
لقد أعطت هذه التجربة الكثير من أبناء الكويت خبرات كبيرة في إدارة الأزمات ومواجهة المشكلات وقوة التحديات مضافة إلى خبراتهم السابقة في إدارة العمل الخيري والانساني.
إن الدور في أواخر هذا البلاء إن شاء الله على كل أفراد المجتمع زيادة الالتزام للتحصن بهذه التجارب من كل بلاء ومرض ولا نتقاعس مثل بعض أسلافنا، رحمهم الله، فمنهم مر عليه بلاء الطاعون وانتشار مرض الجدري ولا يدري ما أصابه وماذا يعمل، فأكل البلاء الأخضر واليابس وتوفيت أعداد كبيرة من المجتمع، حفظ الله الكويت من كل شر ومرض وفتنة.
[email protected]