اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا في 18 مايو 2021 تدعو فيه جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية للاحتفال بالسنة الدولية للزجاج والتي تقرر إعلانها عن عام 2022 وهو السنة الدولية للزجاج ودعت جميع الجهات للتوعية بأهمية الزجاج في حياتنا اليومية وتوجيه الاهتمام على مستوى السياسات لتلك الأهمية.
يعود تاريخ صناعة الزجاج إلى حوالي 3500 سنة قبل الميلاد وقد رجحت بعض الدلائل الأثرية أن أول زجاج حقيقي صنع في الساحل الشمالي لسورية أو في بلاد الرافدين أو مصر. وقد استخدم الزجاج في صناعة الأدوات حادة الأطراف والقوارير والتحف والأكسسوارات.
ورافق الزجاج البشرية لعدة قرون إذ تعددت استخداماته في العديد من المجالات فقد استخدام في الفضاء الجوي وقطاع صناعة السيارات والهندسة المعمارية والفنون وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والرعاية الصحية والأعمال المختبرية والبصريات والتعبئة والتخزين.
وإن الفرص التي يوفرها الزجاج والتكنولوجيا المتعلقة به والابتكارات الأخرى في هذا المجال مع التطبيقات الحديثة بما في ذلك على سبيل المثال لوحات العرض وزجاج الاستشعار الرقيق وكابلات الألياف البصرية ومعدات المختبرات والعدسات والمجاهر البصرية والمعدات الطبية والاستخدام الصيدلاني والبلاستيك المقوى والعزل.
وعلى الرغم من أن إنتاج الزجاج نشاط كثيف الاستهلاك للطاقة فإن له آثارا كبيرة تاريخية ومستمرة على البيئة حيث إنه يمكن أن يكون بديلا للبلاستيك وغيره من المواد ويمكن أن يسهم في تنفيذ أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة.
إن السنة الدولية للزجاج ستؤكد على الدور التكنولوجي والعلمي والاقتصادي والبيئي والتاريخي والفني للزجاج في مجتمعاتنا مع التشديد على الإمكانيات الثرية لتطوير التكنولوجيا وإسهامها المحتمل في مواجهة تحديات التنمية المستدامة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي العالمي وإعادة البناء على نحو أفضل خاصة بعد جائحة كورونا، والجمع بين خيوط التكنولوجيا والتاريخ الاجتماعي والفن من خلال برامج تعليمية ومعارض متحفية.
إن الاحتفال بالسنة الدولية للزجاج يتيح فرصة تعزيز إسهام أوساط العلوم والتكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة وفي تعزيز تمكين النساء والفتيات ومشاركتهن من خلال التعليم في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار.
فلنستعد معا للاحتفال بالسنة الدولية للزجاج ونعد الخطط والبرامج لهذا الاحتفال لتحقيق التنمية الشاملة لكويت المستقبل.