ندى أبو نصر
تحولت بعض الشوارع هذه الأيام ومن دون مبالغة إلى طرق للموت، فكثير من قائدي المركبات باتوا يفتقدون أبسط قواعد آداب القيادة وأصبحنا نرى مشاهد عنيفة ومرعبة وكل يوم نقرأ ونتابع على بعض وسائل التواصل الاجتماعي حالات غريبة من العنف والإساءة إلى الاخرين بالألفاظ والأفعال، كما أن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع مستمر لمعدل الوفيات بسبب الحوادث، رغم أن شوارع الكويت منظمة، وتتمتع بسيطرة مرورية مميزة من رجال الداخلية، لكن معالجة مشاكل المرور وتصرفات البعض داخل المدن وعلى الطرق السريعة، تحتاج إلى الوعي ودعم مفاهيم الثقافة المرورية وحسن التعامل مع الآخرين.
وهناك علاقة مؤكدة بين تدني مفهوم السلامة المرورية وحوادث السير بأشكالها وأسبابها سواء من سرعة او ملاحقة وتعد على حقوق الاخرين والتهجم عليهم من غير سبب إلا الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية.
هذا للاسف واقع الحال مع السلوكيات الغريبة لبعض الأشخاص في الشوارع والأسواق.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من المواطنين والمواطنات حول ظاهرة العنف والاستهتار والملاحقة والتعدي بالضرب على الطرقات وما تسببه من مشكلات وآثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع ككل، فكانت الآراء الآتية:
في البداية تحدث عدنان الشمري قائلا: نتمنى من وزارة الداخلية تكثيف الدوريات في جميع المناطق لنشعر بالامان وعدم اعطاء شهادة القيادة للشباب قبل سن 21 عاما، وبمراقبة الاهالي لابنائهم ومتابعتهم ومعرفة من هم اصدقاؤهم وميولهم وأين يذهبون، فهذا امر مهم للغاية لأنه للاسف هناك بعض الاهالي لا يعرفون عن ابنائهم شيئا.
واضاف الشمري: للاسف في الآونة الاخيرة انتشرت كثيرا حوادث السير واستهتار الشباب في الطرقات والاستعراض في القيادة والتعدي على بعض الناس بالملاحقة والضرب فأزمة «كورونا» تسببت بضغوطات نفسية لدى الشباب ايضا، واذا لم يكن هناك انتباه ومتابعة من الاهل لأبنائهم، وكذلك تربية جيدة فستنفجر هذه الضغوطات بطريقة خاطئة وقد نصل إلى ما لا تحمد عقباه من آثار سلبية على الشباب وعائلاتهم وعلى المجتمع.
التربية هي الاساس
ومن جانبها، قالت بدرية ابراهيم ان التربية هي الاساس في كل شيء لان ما لا يرضى به الشخص لنفسه لا يرضاه لغيره، ويجب على الداخلية وضع عقوبات وغرامات مالية مرتفعة تردع المستهترين على الطرقات وكذلك مثيرو المشاكل في المجمعات والأسواق والتصدي لظاهرة العنف والاعتداء على الآخرين بكل حزم وقوة.
بدوره، قال عبد العزيز العنزي: في الآونة الاخيرة اصبحنا نرى الكثير من الحوادث وللاسف أن البعض يرجعون السبب إلى الضغط النفسي وازمة «كورونا»، ولكن انا لا أرى ان الموضوع سببه «كورونا» او الضغوطات التي نمر بها بل الاساس هو التربية في المنزل والتوعية من الاهالي وتربية الأبناء بطريقة صحيحة منذ الطفولة، وعدم تدليلهم بطريقة تؤذيهم بأن يلبوا لهم كل ما يريدون في السابق كان الاهل يعلمون الابناء بالمرحلة الاولى احترام الغير كبيرا وصغيرا، اما الان وللاسف فإننا نرى بعض الشباب يتهجمون على غيرهم من دون اي سبب في الطرقات ويتعدون عليهم بالضرب والسبب يعود إلى عدم وجود الرادع الديني والأخلاقي، فالاهل والمدرسة يجب ان يتكاتفوا لتوعية الابناء ومراقبتهم وابعادهم عن رفاق السوء، فنحن في وقت لا نحسد عليه، فالداخلية تقوم بواجبها على اكمل وجه ولا يوجد تقصير منهم، وهنا يبرز دور الاهل وتربية ابنائهم بشكل صحيح ومتابعة تصرفاتهم اولا واخيرا وتعليمهم الاسس الاخلاقية منذ صغرهم.
أما ناهدة محمد فقالت: السبب الرئيسي في المشاكل والحوادث التي اصبحنا نراها في الطرقات سوء التربية، وزعم البعض ان الطريق من ممتلكاتهم الشخصية، والجميع الآن يعاني من ضغوطات نفسية بسبب ازمة «كورونا» ولكن عندما تكون التربية صحيحة والتوعية في المنزل سليمة لا يتصرف الأبناء بهذه الطريقة لأنهم يكونون متعلمين على احترام الغير، مؤكدة انه يجب تكثيف الدوريات في الطرقات ومعاقبة جميع المستهترين بعقوبات كبيرة لكي تكون رادعا لهم ولغيرهم.
من جانبها، قالت دعاء غزال: إن فترة أزمة «كورونا» سببت ضغوطات نفسية كبيرة عند الجميع خصوصا لدى الشباب فإغلاق المدارس والأماكن التي ممكن أن يفجر فيها الشباب طاقتهم سبب للبعض ضغوطات ولجأوا إلى تصرفات خاطئة لأن وقت الفراغ لديهم أصبح كبيرا، وايضا سببها عند البعض الاستهتار وعدم التربية والتوجيه السليم من المدرسة والمنزل فلذلك دور كبير في تصرفات الأفراد منذ الصغر.
وأضافت غزال: أنصح بإقامة دورات تدريبية وإرشادية للشباب وأنشطة لتفريغ طاقاتهم بأشياء مفيدة من خلال ممارسة هواياتهم والأنشطة التي يحبونها وتعود عليهم بالفائدة.
كذلك نوهت أم طلال خلال حديثها لـ«الأنباء» إلى أن الحظر له سبب كبير عند البعض وسوء التصرف، لكن سوء التربية هو السبب الأكبر، فجميعنا لدينا أولاد ولا يتصرفون بهذه الطريقة الغريبة، فعلى الأهل تقع المسؤولية الأكبر في تربية أطفالهم على الأسس الأخلاقية والدينية واحترام الغير ومعرفة أصدقائهم، كما أن على الداخلية أن تفرض عقوبات كبيرة والسجن لمن يقوم بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة والتي تهدد حياة الآخرين وتعرضها للخطر.
ومن جانبها، قالت مريم علي: الجميع يمر الآن بظروف صعبة وضغوطات على جميع الأصعدة وهذا سبب للبعض عدم القدرة على التحمل والقيام بردات فعل غير منطقية لأسخف الأمور، وهذا الشيء غير مسموح به لأن الجميع في حالة من الضغوطات ويجب أن نتحمل بعضنا، والطريق والأماكن العامة والأسواق ملك الجميع وليست ملكا لشخص معين، وهناك عائلات وأطفال ولا تستطيع باستهتارك ان تعرضهم للخطر، كما انه يجب ان نعطي المجال لبعضنا ونحترم الآخرين، واذا رأينا أحدا مسرعا أن نفتح له المجال ولا نصبح نحن وهو في حالة سباق.
من جهتها، قالت سحر عبد الوهاب: ظاهرة العنف تفشت اكثر مع أزمة «كورونا» فالحظر أثر كثيرا محليا وعالميا وأصبح لدى الشباب ردات فعل متباينة على الضغوطات النفسية، ربما لبعض الشباب ولكن لم نكن نرى هذه الظاهرة والمشاكل من قبل، فالكويت بلدي الثاني وأنا منذ وقت طويل فيها وهي بلد أمن وأمان ولم نكن نرى مثل هذه المشاكل التي تحدث ونسمع عنها الآن.
وأضافت يجب أن نركز على توفير دورات إرشادية ومراكز ترفيهية لتعبئة أوقات الشباب بالأشياء المفيدة، كما أن مراقبة الأهل ضرورية بالأخص في الفترة الحالية وان يعرف الأهل أصدقاء أبنائهم وأين يمضون أوقاتهم وتوعيتهم باستمرار، كما يجب تكاتف جميع الجهود لنجتاز هذه المرحلة الصعبة بسلام وبأقل الخسائر.
رفاق السوء
وأكدت سارة أحمد ان التربية هي الأساس فيجب على الأهل ان يكونوا حريصين على توعية ابنائهم وتعليمهم جميع الأسس التربوية الصحيحة على جميع الأصعدة اخلاقيا ودينيا لنبني جيلا سليما، لانه للأسف اصبحت مجتمعاتنا مليئة بالعنف سواء بين الشباب او الأزواج، وهناك الكثير من الشباب ينجرون وراء طرق ملتوية ورفاق السوء والمخدرات وهي بدورها تؤثر على طريقة تصرفاتهم سواء في الطريق او المنزل، ولهذا يجب انا يكون الأهل على قدر المسؤولية والوعي ويتابعوا أبناءهم والا يغفلوا عنهم أبدا لأن ذلك قد يسبب ضياع مستقبلهم.
الخالدي: الشباب بحاجة لأماكن ترفيهية ورياضية لتفريغ طاقاتهم
أكدت اخصائية الإرشاد النفسي والصحة النفسية د.نادية الخالدي ان من اكثر اسباب المشاكل التي تحصل كبت مشاعر الغضب والتوتر والألم بالأخص اذا لم يكن هناك مكان لتفريغ هذه الطاقة فيصبح التفريغ عن طريق الاستهتار بالقيادة او الرقص بالشوارع والاستعراض بعدة طرق، وفي بعض الأحيان التعدي على الغير.
وأوضحت د.الخالدي أن من أسباب هذه الظاهرة عدم وجود أماكن ترفيهية تحتوي الشباب لتفريغ مشاعرهم المتراكمة والضغوط النفسية التي يمرون بها بالأخص في هذه الفترة التي نعيشها.
واشارت إلى ان للتربية دورا أساسيا وللأهل دور كبير في تصرفات ابنائهم، ولذلك يجب ان نعلم ابناءنا على احترام الغير ومعرفة حدودهم وحدود الآخرين.
ونوهت د.الخالدي إلى انه يجب ان تكون لدينا مؤسسات ترفيهية ورياضية مجانية ليستطيع الجميع الذهاب إليها لتلقي الدعم النفسي والاجتماعي والرياضي «تربية بدنية» كأماكن لتفريغ الطاقات في كل المناطق ولجميع الأعمار.