حامد العمران
أسدل الستار امس الأول على البطولة الآسيوية الـ23 للأندية أبطال الدوري لكرة اليد، والتي أقيمت في مدينة جدة بمشاركة 11 فريقا، ومثل الكويت فيها نادي الكويت الذي جاء وصيفا للبطولة والسالمية الذي احتل المركز الثامن، وكان النهائي قد جرى الاثنين الماضي وتمكن الدحيل القطري من تحقيق فوز صعب على الكويت 27/ 24.
والسؤال الذي يدور في أذهان بعض محبي كرة اليد الكويتية هو: هل حصول فريق الكويت على الوصافة يعتبر انجازا ام انه حدث عادي؟ وقبل الاجابة عن السؤال لابد أن نعرف ان آخر بطولة آسيوية حصل عليها فريق كويتي كانت النسخة 12 عام 2009 وفاز بها الصليبخات، وبعدها غابت الفرق الكويتية عن المنافسة على اللقب مع اختلاف بعض لوائح البطولة ومن أهمها زيادة عدد المحترفين الى 4 مما زاد من حدة المنافسة وارتفاع المستوى الفني ونتيجة لعدم وجود اللاعب المحترف في الدوري الكويتي بات من الصعوبة العثور على لاعبين محترفين من طراز رفيع وذلك لارتباط اللاعبين مع أنديتهم، لذلك كانت تجربة استقطاب المحترفين مع الفرق الكويتية متفاوتة من حيث جودة المحترف فضلا عن اعتماد الفرق القطرية على التجنيس وهذا حق من حقوقهم مما جعل الفرق القطرية مرشحة فوق العادة للتتويج باللقب لدرجة انه في آخر 9 بطولات تواجدت الفرق القطرية في النهائي، فضلا عن وجود 3 نهائيات كانت قطرية خالصة بوجود فريقين وهذا يؤكد ان الهيمنة الاسيوية ستظل قطرية خلال السنوات الطويلة المقبلة ما لم تغير بعض الدول الخليجية من نهجها في الاهتمام باللعبة وزيادة عدد المحترفين في الدوري.
لذلك اذا اردنا ان نجيب عن السؤال السابق سنقول نعم انه انجاز أعاد لكرة اليد الكويتية جزءا من هيبتها عبر بوابة الأبيض لاسيما ان الكويت عانت من الإيقاف الدولي 4 مواسم.
المستوى الفني
وقد ظهر الكويت خلال البطولة بمستوى فني جيد واستطاع ان يفرض نفسه كأحد المرشحين للمنافسة على اللقب منذ بدايتها بعد التغلب على مستضيف البطولة الوحدة السعودي ورغم الفوز في اول مباراتين إلا ان الأداء كان يغلب عليه الجانب الفردي وهذا أمر طبيعي في ظل انضمام 4 محترفين بعضهم يلعب مع الفريق للمرة الأولى مما أفقد الفريق الانسجام الفني ولكن من مباراة لأخرى بدأ الأداء الفني يتصاعد تدريجيا في ظل قيادة المدرب الوطني هيثم الرشيدي الذي يقود الفريق للمرة الأولى بمشاركة خارجية وتعتبر ناجحة بكل المقاييس وان وقع في بعض الأخطاء الفنية وهذا شي طبيعي نتيجة لقلة خبرته الدولية كمدرب ولكن اداءه ينبئ عن قدوم مدرب سيكون له شأن في المستقبل.
كما كان لمساعد المدرب التونسي عصام الحياني دور كبير في الاعداد البدني للاعبين ونجح في مهمته الى جانب مدرب حراس المرمى ايمن الشيخ وشاهدنا تفوق وتألق حارسي الأبيض علي صفر وعبدالعزيز الظفيري، وكذلك الجانب الاداري بوجود شاكر آرتي الذي كان قريبا جدا من اللاعبين، ويجب الاشادة بالدور الايجابي لرئيس النادي خالد الغانم الذي تواجد مع الفريق في المباريات المهمة وكافأ اللاعبين بمكافآت سخية اضافة الى مؤازرة بعض أعضاء مجلس الإدارة.
المحترفون الأربعة
وعن المحترفين الأربعة الذي تم التعاقد معهم فيعتبر التونسي إلياس الزمال افضلهم وهذا ما دفع الأبيض للتعاقد معه في الموسم المقبل، كما يعتبر لاعب الدائرة المونتنيغري فوك رازوفيتش صفقة ناجحة، فيما لم يظهر التونسي الجيلاني معرف بالمستوى المتوقع، اما الصربي استيفان فكان (مقلب) وعبئا على الفريق الى درجة ان الرشيدي ركنه كثيرا على الخط، وكان يفترض على الجهاز الفني للأبيض البحث والتعاقد عن لاعب (اشول) يلعب في مركز الساعد الأيمن ليكون عونا للمتألق عبدالله الغربللي الذي كان يبذل مجهود كبير دفاعا وهجوما.
ويعتبر الغربللي من ابرز نجوم البطولة الى جانب الحارس علي صفر والمحترف الزمال الذي اصيب بعد عشر دقائق من بداية المباراة النهائية مما اربك حسابات الجهاز الفني، ودون استثناء بالنسبة للاعبين المحليين فكل شخص ادى الدور المطلوب منه من قبل الجهاز الفني وخاصة في الجانب الدفاعي الذي ظهر بصورة جيدة بوجود اللاعبين يعقوب اسيري وعبدالعزيز الدوسري وعبدالرحمن البالول وابناء الغربللي ومشعل طه وصالح الموسوي.
وعموما تعتبر مشاركة الكويت ناجحة واذا تم تصحيح بعض الأمور الفنية السلبية مع اختيار محترفين من طراز رفيع فيمكن للأبيض مستقبلا ان يعيد اللقب الى الكويت باعتلاء قمة الهرم الآسيوي.