في المقالة السابقة تطرقنا إلى التغيير والتجديد ودور الشباب في إدارة البلاد، كما ذكرنا بضرورة إعطاء مجال للمبدعين والمتخصصين في ذلك، وأكدنا على وجود من لا يخاف بالله لومة لائم ويصدع بالحق في صالح الأمة والوطن، ثم بينا أن البلاد مملوءة بالخبرات وأصحاب التجارب وأنه يجب ألا يقتصر في إدارة المؤسسات على عدد معين في الاختيار، فهذه الحالة أدت إلى تراجع نهضة البلاد، في حين أن الحرص عليها يؤدي إلى احتكار اتخاذ القرار وتأصيل مفهوم الديكتاتورية في المؤسسات، فنعود به إلى المصدر الواحد في اتخاذ قراراتنا وتسيير أعمالنا متناسين مشاركة الأمة التي هي مصدر رئيسي للسلطات.
إن إدارة مؤسسات الدولة يجب أن تقوم على أسس إدارية واضحة يشترك فيها الشباب والشيوخ، فالشباب بنشاطهم وإبداعهم وسيلة مهمة للتغيير والتجديد، والشيوخ بخبراتهم وتجاربهم داعم رئيسي لهؤلاء الشباب، لذا يتطلب وجود الإبداع والخبرة في تغيير وتجديد مسيرة نهضة الوطن.
من المحزن، وما يعتصر له القلب، أن نستعين بخبرات خارجية لبناء الوطن وتجديده ولدينا الكثير من الخبرات المبدعة تحتاج تحفيزا ودعما لإعطاء الكثير في سبيل تطوير الوطن وتجديد ازدهاره، ولا يمنع ذلك في الاستعانة الخارجية بحدود الحاجة والتخصص النادر، لكن لابد أن تكون لنا رؤية واضحة لأبنائنا ويجب إعطاؤهم الأولوية في إدارة الوطن.
[email protected]