مسلسل كويتي عرض في رمضان الماضي ولم أتمكن من متابعته إلا هذه الأيام، فوجئت في هذا العمل العظيم من أحداث وسيناريو وإخراج وتمثيل بالإبداع والتميز في ذلك، فالقصة تحكي ماضي الكويت والسيناريو يبين عادات الكويتيين وأخلاقهم الفضيلة، والإخراج يوضح تاريخ الكويت في العادات والتقاليد ونوعية الأماكن والأعمال حتى اللهجة الكويتية حددها هذا المنتج العظيم كما كانت من قبل.
من عاش مع هذا المسلسل ممن عاصروا تلك الأحداث يشعر بالحنين لها والأمل في رجوعها، ينظر إلى الأسواق والفرجان فيجذبه ذلك الحنين ويستمع لكلامهم فيشعر بالأصالة ويرى تعاطفهم ومحبتهم بينهم فتغلب عليه الوطنية وصلة الرحم.
وددت اختبار الأولاد والأحفاد فسألتهم ما معنى الناقوط؟ فلم يجب أحد، وعن المرقاب وفريج سعود فلم يعرفوا هذه الأماكن، وعن النقعة والبرجة والبراحة فكأنني أسألهم عن مصطلحات غريبة، ولو سألتهم عن أي بلد في أوروبا أو شرق آسيا لعرفوها، أو قلت لهم مصطلحات بلهجة أخرى لفهموا معناها، أو حتى كلمة Oky أو Over فهي من البديهيات عندهم.
لقد جاء هذا المسلسل بهذه الصورة لتأصيل القيم السامية عند أهل الكويت والمستمدة من ديننا العظيم، وهذا خير وسيلة ورسالة للأبناء ليعرفوا تاريخ بلادهم وعادات أجدادهم التي ساهمت في تماسك المجتمع وتقوية اللحمة الوطنية عند أهل الكويت التي جعلتهم أحباء في الله وأخوة في الوطن بيوتهم مفتحة وأرواحهم متلاحمة وأموالهم تسد حاجة المحتاج.
إننا نريد مثل هذا التميز في وسائلنا المرئية والمسموعة ليكون مجتمعنا مجتمعا أصيلا بثقافته وتاريخه، كل الشكر للعاملين في هذا العمل وبارك الله في جهودهم وأعمالهم.
[email protected]