تستطيع أن تبطئ السيل المنهمر لكنك لا تستطيع إيقاف اندفاعه.
المطلوب حاليا وبصورة عاجلة إعطاء أبطال الصفوف الأمامية فرصة لكي يلتقطوا أنفاسهم (a fighting chance) من النهر الجارف من الحالات التي بدأت تتدفق عليهم بغزارة في الأيام العشرة الماضية، وهي في ازدياد كل يوم حتى قاربت حالات العناية المركزة لرقم ومرعب وهو 300 حالة.
تعرف شنو معنى وجود 300 حالة في العناية المركزة؟ تفريغ أقل شيء 150 ممرضا وممرضة لهم وحدهم وليس أي ممرض وممرضة، بل يجب أن يكونوا أصحاب اختصاص وخبرة في غرف العناية المركزة التي تحتوي الواحدة منها على عشرات الأجهزة المعقدة، بالإضافة الى عشرات أطباء التخدير الذين يجب أن يكونوا متواجدين 24 ساعة.
وصلنا الى مرحلة وقف جميع العمليات الاختيارية في المستشفيات الخاصة وسحب دكاترة التخدير منهم للعمل في أجنحة «كورونا»، كل هذا ونحن ما زلنا في الأسبوع الثاني فقط من هذه الموجة العنيفة.
هذا يستحق منا أن نتوقف ونسأل أنفسنا وين رايحين؟ وإلى أين ستصل أرقام الوفيات والعناية المركزة؟ وما بالضبط طاقتنا القصوى للعناية بهذه الأعداد؟
شيء وحيد بعد الله ممكن أن يبطئ موضوع تداعيات الانتشار السريع للمتحور الهندي الدلتا وهو التطعيم، لكن مع الأسف ما زلنا متأخرين في هذا الموضوع، فنحن حتى الآن ما زالت الغالبية العظمي من الوافدين الذين يشكلون 65% من سكان الكويت غير مطعمين.
وحتى لو (وهو أمر خيالي) طعمتهم كلهم غدا فستحتاج أسبوعين لكي يبلغوا مناعتهم القصوى.. طيب، ما الحل؟
الحل هو فرض حظر شامل 24 ساعة بدءا من اليوم لمدة أسبوع قابل للتجديد مع مضاعفة وتيرة التطعيم (حد الدعسة) للاستفادة من الحظر الشامل، فنحن كما قال رئيس الوزراء البريطاني في سباق بين اللقاح والوباء، فالحظر الشامل الذي يرافقه تعطيل كافة الدوامات والأعمال في القطاعين الحكومي والخاص هو بمنزلة المطبة الصناعية في طريق الوباء لن توقفه، لكن ستجبره على الإبطاء قليلا لتلحق به وتيرة التطعيم.
قراءة أرقام الإصابات والوفيات والعناية المركزة بعد أسبوع مع التدقيق على أماكن الإصابات لتقرر بعدها هل تضيف أسبوع «حظر شامل» ثانيا أم تتدرج بحظر جزئي لأسبوع آخر ثم بعدها ترى ما يحصل.
بخصوص اللقاحات، يجب أن تكون وزارة الصحة أكثر شفافية، في إعلان كم عدد اللقاحات لديها، وما سبب عدم تغطية بلد تعداد سكانه لا يتجاوز 5 ملايين بينما بلد مثل الصين طعمت مليار شخص؟!
وبخصوص أرباح هيئة الاستثمار الخرافية الأخيرة، أكاد أجزم ولا أدعي علم الغيب أن نصف هذه الأرباح أتت من شركات أدوية ولقاحات، لهيئة الاستثمار جزء عظيم فيها، ما يؤكد كلامي السابق بالاستعانة بهيئة الاستثمار لجلب لقاحات أكثر للكويت.
شناطرين يا الصحة دقوا عليهم؟
٭ نقطة أخيرة: الإخوة الذين سيعترضون وسيزمجرون ويصرخون، أحب أقول لكم هذا الإجراء إن لم نقم به اليوم مُخيّرين وعندنا سعة فسنقوم به مجبرين بعد أسبوعين بالضبط وعندها يكون الأمر خرج عن السيطرة.
ghunaimalzu3by@