القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر حرصت منذ اللحظة الأولى عند وضع خطط عملها وسياساتها في التعامل مع جائحة كورونا على توجيه اهتمام خاص للحد من تداعياتها على المرأة، ورصدت لهذا الهدف مخصصات واسعة، مشددا على أن ذلك الاهتمام تجسد في تعزيز خدمات الحماية الاجتماعية للمرأة وتدعيم سبل حمايتها من العنف واستحداث سياسات مالية واقتصادية جديدة وداعمة لسوق العمل من شأنها تعزيز تمكين المرأة اقتصاديا وتوفير فرص عمل مناسبة للعناصر النسائية من العمالة غير المنتظمة، إضافة إلى العمل بقوة في المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي، في افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التعاون الإسلامي الخاص بالمرأة، بالعاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة د.أحمد يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ود.مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار رجال الدولة. وتابع الرئيس السيسي أنه منذ دخول ميثاق «منظمة تنمية المرأة» حيز النفاذ فإن مصر لم تدخر جهدا لدعمها فنيا ولوجستيا حتى تبدأ عملها، مشيرا إلى أنه أصدر توجيهات بتحمل مصر تسديد حصة المساهمات السنوية للدول الشقيقة الأقل نموا في المنظمة وعددها 22 دولة، سواء التي صادقت على النظام الأساسي وانضمت بالفعل أو تلك التي لم تصادق وفي طريقها للانضمام.
وأشار إلى أن مصر خصصت، باعتبارها دولة المقر، مبنى مستقلا متكاملا ومتميزا به كافة التسهيلات والخدمات، مؤكدا اهتمامه الشخصي بإنشاء مركز فكر بحثي في اطار هذه المنظمة يضاهي المراكز العالمية لإعداد الدراسات المتعمقة حول كيفية النهوض بأحوال المرأة في عالمنا الإسلامي».
وأكد الرئيس أن منظمة التعاون الإسلامي تمثل ساحة مهمة رئيسية لتعزيز دور المرأة في العالم الإسلامي، لافتا إلى أننا اليوم لدينا فرصة تاريخية مهمة لطرح الصورة الحقيقية والصحيحة حول وضعية المرأة في الإسلام وذلك عبر الارتقاء بتعاون دولنا في هذا المجال، وتسليط الضوء على إنجازات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من حيث معدلات وصول المرأة إلى مواقع القيادة وتمكينها في جميع المجالات، وحمايتها من أوجه العنف والتمييز وغيرها من القضايا الرئيسية، لنوضح للعالم أجمع حقيقة أن ديننا الحنيف أعطى المرأة حقوقها من أكثر 1400عام.
وقال الرئيس السيسي إنه على الرغم من التقدم الملحوظ، الذي أحرزته معظم دولنا في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، إلا إننا مازلنا نرى أن هناك الكثير من العمل في هذا المجال يمكن إنجازه، حتى نصل إلى ما نصبو إليه جميعا من حيث تتمتع المرأة بمكانتها اللائقة في مجتمعاتنا، إعمالا لقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله في النساء».
وأكد الرئيس السيسي أن مصر ستسعى على مدار العامين المقبلين، خلال رئاستها للدورة الثامنة لمؤتمر وزراء المرأة لدول منظمة التعاون الإسلامي، إلى التركيز على قضيتين أساسيتين باعتبارهما من أكثر القضايا الحاحا تتمثل القضية الأولى في التمكين الاقتصادي للمرأة باعتبارها الركيزة الأساسية لتحقيق وإرساء قيم المساواة بين الجنسين، والثانية في مكافحة التداعيات السلبية للارهاب والتطرف على المرأة والتي تعد عادة من أكثر الفئات معاناة من ويلاتها.
وأضاف أن اختيار موضوع الدورة الثامنة للمؤتمر وهو «الحفاظ على مكتسبات المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة» في ظل جائحة (كوفيد-19) يأتي من منطلق الحرص على أن تواكب منظمتنا التطورات المعاصرة التي يشهدها العالم من حولنا.