تناولت المواقع الإخبارية الكثير عن ارتفاع درجات الحرارة القياسية منذ أيام ومازالت قاسية ولم تصلنا أي رسائل توعوية عن الحرارة العالية وتأثيراتها على الصحة والحياة وعلى الكثير من نواحي الحياة بالرغم من أن الكويت حسب علمي هي أحد الأطراف بالبروتوكولات والاتفاقيات العالمية لتغير المناخ وأشهرها بروتوكول باريس.
وحسب معلوماتي فإن توعية المجتمع بتغير المناخ وتأثيراته قد نصت عليه المواثيق الدولية، بل إن الأهداف والغايات العالمية للتنمية المستدامة التي اعتمدها قادة ورؤساء دول العالم في سبتمبر 2015 في قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة قد نصت في أكثر من موضع على الالتزامات المتعلقة بالتصدي لتغير المناخ من خلال خطط وبرامج ومن بينها التوعية وهو ما يجب ألا نغفل عنه وبصفة خاصة تأثيرات المناخ على الصحة وخاصة صحة كبار السن والأطفال والذين يعانون من أمراض مزمنة.
ولا أعلم حتى الآن ماذا عن تفاعل قطاع التعليم والمناهج الدراسية مع هذا الموضوع المهم وما الجهة المناط بها مسؤولية التوعية عن تأثيرات المناخ على الصحة وعلى البيئة، حيث إنها ظاهرة عالمية وتبحث على مستوى القمم العالمية إلا أنها تمس كل فرد وجميع المجتمعات لأننا نعيش على كوكب واحد ونتأثر جميعا بما يحدث من حولنا من تغييرات في المناخ وما يترتب عليها من آثار تمس حياتنا اليومية.
وأتمنى أن تهتم وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والمتخصصين والمجتمع المدني بإلقاء الضوء بالرسائل الإعلامية ودون تهوين أو تهويل بتغير المناخ وتفاعل وزارات ومؤسسات الدولة معه والخطط والدراسات الوطنية في هذا المجال.
وبالطبع فإن الدراسات هي البداية المنطقية لأي خطط أو برامج إذ لدينا العديد من المؤسسات البحثية القادرة على إجراء ودعم البحوث وإعطاء الاستشارات لمتخذي القرارات فإن التفاعل مع مثل تلك القضايا المهمة أكبر بكثير من مجرد حضور اجتماعات أو إلقاء كلمات بروتوكولية.
وقد يرى بعض المتخصصين أن موقعنا يؤهلنا لأن نقود جهدا إقليميا مطلوبا بشدة لتعزيز الاهتمام بالتصدي لتغير المناخ ولدينا ما نتمكن به من تقديم الكثير للمجتمع الدولي وللبشرية.
إن تغير المناخ يخلف آثارا خطيرة من تغيرات في مستوى سطح البحر وحياة النبات وعمليات الانقراض الجماعي كما يؤثر في المجتمعات البشرية وذلك لآثاره على الأماكن التي يستقر فيها الناس أو زراعة الأغذية فيها أو بناء المدن.