تباين رأي الشارع الكويتي حول الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الكويتية منذ بداية الجائحة مع الجهود المشكورة والتي بنظري تكللت بنجاح ليس منقطع النظير بل أفضل من دول كثيرة من العالم المتقدم، وبين شد وجذب إعلاني وإعلامي ما قبل اجتماع الحكومة الأخير، مع توجسات من فرض الحظر على الجميع أو على غير المطعمين من الكويتيين والوافدين أيضا.
وهكذا كان الجميع بين الانتظار والخيفة ثم يتنفس الشارع الكويتي من غير المطعمين الصعداء، كون الحكومة في بيانها الأخير أعلنت أنه لا حظر قادما «ويا فرحة ما تمت» بعد الامتعاض الشعبي بتزامن بيان الحكومة عن فتح المطار للمواطنين وعودة المقيمين منذ الأول من أغسطس المقبل، مع بعض التسريبات لتزوير في شهادات اللقاحات للقادمين إلى البلاد، إلا أن بيانات من الحكومة الكويتية بينت أن هناك تنسيقا مع جهات في تلك الدول وما يتناول على وسائل التواصل عار عن الصحة.
وكانت الحكومة قد وعدت بمراجعة الأمر لدخول الأجانب في الأول من أغسطس بجانب دعوة بعض المحاميين في البلاد، إلى عزل غير المطعمين من المواطنين والمقيمين عن العمل، وكذلك أطباء يطلقون دعوات للحظر الكلي مع غياب الإستراتيجيات الصحية والأمنية لهذه الدعوات التويترية، وجلجلة شعبية بسبب عودة الجنسيات الوافدة من الدول الشقيقة قريبا، والمستغرب أن السوشيال ميديا تطالعنا بأن مستشفى جابر في حالة إشغال سريري بالأجنحة والعناية المركزة فقط لمرضى الكوفيد-19، فماذا بعد رجوع الوافدين إلى البلاد، وهل هناك جهوزية صحية؟
وأزيدكم من الشعر بيتا مع تطعيم ما يقارب المليونين والنصف، وأنا من أوائل المطعمين ولله الحمد، إلا أن الكويت تعتبر متأخرة بحسب الأرقام المعلن عنها مقارنة بغيرها من الدول الخليجية، وتزامنا مع البيانات الإعلامية بارتفاع مهول لأرقام الإصابات وحالات الوفاة، وردود أفعال شعبية وانتقادات من فئة المطعمين على الاعتصام في ساحة الإرادة، بينما فئة غير المطعمين مصممة على الحركات الشعبية للمطالبة بعدم إلزام أي شخص بالتطعيم، فالمعروف ان اللقاح حق اختياري وليس إجباريا كونه تحت التجربة (فهل سيكون هناك كويتيون من خارج كوكبنا الوطني)؟ «وأزيدكم بعد» إلى أن الاتهامات الموجهة بأن القرارات غير المدروسة أثرت على نفسية المواطن سببا لانحرافات في السلوك الاجتماعي مع تفاقم حالات الانتحار وجرائم القتل، يعني يا إجراءات الحكومة أنت السبب.
وبعد هذا العرض المختصر للمشهد العام لما يشعر به الجميع في الكويت من أن القرارات لم تكن مدروسة بما فيه الكفاية، وأن لا إستراتيجية واضحة وراء هذه القرارات التي أفقدت المواطن صوابه وأتعبت نفسيته وزادت «الحكرة عليه» بوقف المشاريع ومنها المشاريع الصغيرة والدعوات للالتزام بالإجراءات الاحترازية مع غياب القوانين الرادعة والصريحة لمخالفي هذه الشروط.. وزيادة حالات الإصابة مع سير منظم لعملية «أخذ الطعوم» وأنا أشهد بروعة ودقة التنظيم والتنسيق والله يعطيهم العافية جميعا.. بدءا من الوزير إلى الطواقم الطبية والمتطوعين في أماكن التطعيم في البلاد، وكذلك قوات الأمن الداخلية ووحداتها المنتشرة والساهرة على راحة المواطن.
فهل تستمر التطورات الاجتماعية بمنظورها المتباين والذي قد يسبب التفرقة بين الكويتيين، في العمل وبين الجيران والأقرباء في المنطقة الواحدة وحتى على النسب بين العوائل.. ليصبح «غير المطعمين» كويتيين من كوكب آخر باختلاف وجهات النظر بين فئات الشعب الكويتي على منظومة التطعيم بأكملها.
إن الرأي العام تكونه نتائج الممارسات الحكومية على الشعب، وأقول للجميع (السلطتان والمواطن) رفقا إنها الكويت.
٭ كلمة: اللهم احفظ الكويت دار أمن ورخاء وأسبغ على أميرنا الصحة والبطانة الصالحة.
[email protected]