أكدت السلطات الأفغانية امس، أنها تستعد لاستعادة معبر اسلام قلعة الحدودي الأهم مع إيران غداة استيلاء حركة طالبان عليه في انتكاسة جديدة للجيش الأفغاني ضد المتمردين الذين أعلنوا أنهم باتوا يسيطرون على 85% من أراضي البلاد.
وقال جيلاني فرهاد المتحدث باسم حاكم هرات لوكالة فرانس برس إن السلطات تستعد لنشر قوات جديدة لاستعادة إسلام قلعة، أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان.
وأضاف أن «التعزيزات لم ترسل بعد إلى اسلام قلعة لكن سيتم إرسالها إلى هناك قريبا».
وإسلام قلعة من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان ويمر عبره معظم التجارة المشروعة بين البلدين.
وحصلت كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.
وإلى جانب اسلام قلعة، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لفرانس برس إن مقاتلي الحركة استولوا على معبر تورغوندي الحدودي مع تركمانستان.
وانتشر امس، مئات من مقاتلي ميليشيا إسماعيل خان في أرجاء مركز هرات الذي يسيطرون على مداخله، وفق ما أفادت فرانس برس.
وكان القيادي السابق في تحالف لقتال طالبان خلال الغزو الأميركي بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 قد قال في مؤتمر صحافي «سنذهب قريبا جدا الى الجبهات الأمامية، وبعون الله نغير الوضع»، مؤكدا أن مئات المدنيين من جميع أنحاء البلاد تواصلوا معه وابدوا استعدادهم لقتال طالبان.
من جهته، أعلن حاكم بلخ محمد فرهاد عظيمي نشر 1500 عنصر من الميليشيات لتعزيز أمن هذه الولاية الشمالية.
وقد انضم آلاف المدنيين مؤخرا إلى الميليشيات التي شكلتها الحكومة لتعزيز صفوف الجيش، بينما يحشد زعماء الحرب الأفغان التاريخيون أنصارهم.
ويعزز ضعف الجيش الأفغاني موقف زعماء الحرب، ما يفاقم المخاوف من أن تغرق البلاد في حرب أهلية جديدة على غرار ما حصل عام 1992 إثر سقوط النظام الشيوعي بعد انسحاب الجيش الاحمر من البلاد عام 1989 الذي دعمه لعشرة أعوام في مواجهة المتمردين.
وقال حاكم بادغيس حسام الدين شمس امس، إن طالبان هاجمت مرة أخرى عاصمة الولاية قلعة ناو، لكن تم صدها.
وقلعة ناو هي أول عاصمة ولاية تمكنت طالبان من اختراقها منذ بدء هجومها، إذ استولت على العديد من المباني الرسمية قبل طردها.
كما زعمت طالبان أنها سيطرت امس، على منطقة في ولاية لغمان المحاذية لكابول، في حين شهدت ضواحي غزنة عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب غرب كابول قتالا متقطعا منذ الخميس وفق ما قال رئيس مجلس الولاية ناصر أحمد فقيري لوكالة فرانس برس.
ولم تعد القوات الحكومية تسيطر بشكل رئيسي إلا على الطرق الرئيسية وعواصم الولايات التي يتم توفير الامدادات لبعضها عن طريق الجو.
من جهتها، انتقدت بكين في الأسابيع الأخيرة ما وصفته بالانسحاب «المتسرع والفوضوي» لواشنطن التي تعتبرها «أصل المشكلة الأفغانية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين إن «الولايات المتحدة تتجاهل مسؤولياتها وواجباتها من خلال سحب قواتها على عجل، ما يفسح المجال للفوضى والحرب أمام الشعب الأفغاني ودول المنطقة».
وأعادت بكين 210 من رعاياها في أفغانستان مع تسارع انسحاب القوات الأميركية، وفق ما ذكرت شركة الطيران التي تستخدمها الحكومة الصينية لنقلهم إلى وطنهم.