بيروت ـ عمر حبنجر
الوعد الحكومي في المرحلة اللبنانية الراهنة أشبه بغيمة صيف، ما ان تطل حتى تتبدد وتغيب، لتليها وصلة سجالات سياسية، باردة حينا وحامية غالبا، كالذي جرى ويجري الآن بين التيار العوني وتيار المستقبل، حيث باتت مصطلحات القصابين، من الذبح إلى النحر إلى المسلخ، ضمن الاتهامات المتداولة. ظاهر الأمور ان فترة الهدنة السياسية التي فرضها انتظار مآل اللقاءات الأميركية ـ الفرنسية ـ السعودية في روما والرياض، أو المفاوضات الاميركية ـ الايرانية في فيينا التي يبدو ان ليالي الانس قد هجرتها.. انتهت.
وتوقفت المصادر المتابعة في بيروت امام طرح ايطاليا ارسال قطع بحرية إلى شواطئ لبنان لدعم قوات الأمم المتحدة في الجنوب.
بالتزامن، سُرِّبت معلومات عبر بعض المواقع الالكترونية المعروفة ان اجتماعات روما الاميركية ـ الفرنسية ـ السعودية تمخضت ايضا عن قرار اميركي ـ فرنسي بإرسال بوارج حربية إلى الشواطئ اللبنانية للعمل تحت العلم الدولي، وبهدف استكمال تنفيذ المقررات الدولية الخاصة بلبنان.
ووفق هذه المعلومات، تتولى قوات فرنسية واميركية أمن الحدود البرية والبحرية (ترسيم الحدود بحرا وبرا) في حين يتولى الجيش اللبناني والقوى الأمنية امن الداخل، وصولا إلى الانتخابات النيابية والرئاسية خريف 2022.
عن الموقف الروسي في هذه الحالة، قالت المصادر: الروس مع أي إجراءات تضمن وجود حكومة قادرة على حفظ الاستقرار الداخلي في لبنان، الذي يشكل الخاصرة الرخوة للوضع في سورية، والتي هي حجر العقد بالنسبة للوجود الروسي في المنطقة.
في السياق، يلتقي اليوم السفير السعودي في بيروت وليد البخاري سفيرتي أميركا دوروثي شيّا وفرنسا آن غريو في دارته باليرزة لاستكمال المباحثات التي اجرتها السفيرتان في الرياض وتقييمها.
وفي مقالة لافتة في صحيفة «الشرق»، قال نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي «لا أتمنى أبدا، أن يرزح لبنان تحت سلطة أي انتداب، فالشعب اللبناني شعب ديموقراطي بطبيعته، يحب الحريات، ويؤمن بالعيش المشترك، وباتفاق الطائف، ويعشق الانتخابات، بلدية كانت أو نيابية أو حتى نقابية. ولكن ما يعانيه اللبناني اليوم، بات فوق الوصف، إنه يئن من الجوع والفقر والحرمان والعوز و«الشحاذة» وضيق سبل الحياة، وفقدان الدواء. وصار يفتقد الحد الأدنى من مقومات العيش الكريم، بسبب ما فعله ويفعله الانتداب الفارسي».
حكوميا، المراوحة مستمرة، بينما السجالات على اشدها بين التيار الحر وتيار المستقبل، في وقت يستعد الرئيس المكلف سعد الحريري للسفر إلى القاهرة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم الخميس.
لكن البطريرك الماروني بشارة الراعي اعتبر في عظة الأحد من الديمان أمس، ان التكليف ليس أبديا، وقال: لن نسمح بسقوط البلاد.
وردا على عدم رفع الحصانة عن النواب والضباط والقضاة في قضية انفجار مرفأ بيروت، سأل الراعي: عمّ تخافون أيها الأبرياء؟
وطالب الراعي الجماعة السياسية بتسهيل عمل القضاة. وعن عدم رفع الحصانات، قال: يا للعار.
وكما التحقيقات مستمرة، كذلك التظاهرات الاحتجاجية على عدم رفع الحصانة عن نواب وضباط مطلوبين للتحقيق، فالمحتجون رفعوا الحصانات عن المعنيين من المدعى عليهم ذاتيا، ودون انتظار مجلس النواب أو الحكومة، وقد لاحقوهم إلى منازلهم ووجهوا اليهم الاتهامات، قبل ان تبدأ التحقيقات، إذ حاولت مجموعة من الأهالي اقتحام منزل وزير الداخلية محمد فهمي الذي تحدث عن عزمه إعطاء الإذن بملاحقة اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام ثم تراجع، بالاستناد إلى رأي اللجنة القانونية، فخاطبوه بمكبرات الصوت، وبعد لقائه مجموعة منهم وعدهم بمتابعة الأمر اليوم الاثنين.
وقبل منزل وزير الداخلية، عرج المحتجون من الأهالي المتسلحين بصور أبنائهم ضحايا الانفجار، على منزل وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق، المطلوب رفع الحصانة النيابية عنه، وقبل هذا وذاك، كانت التظاهرة الأهم أمام مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة، حيث حصلت مواجهة سريعة بين المتظاهرين وبين القوى الأمنية، التي توصلت إلى إبعادهم عشرات الأمتار عن ذلك المقر.