يحيى حميدان
كثيرا ما يطلق ويردد نقاد ومتابعو كرة القدم وصف «حارس المرمى نصف الفريق» لما لـ «حامي العرين» من أهمية كبيرة للفريق، فهو خط الدفاع الأخير والمدافع عن مرماه باليدين والقدمين والرأس ان دعت الحاجة، ولذلك فإن أداء حارس المرمى دائما ما ينعكس على جميع زملائه اللاعبين، كما ان تألقه وثقته العالية تمنحان بقية اعضاء الفريق الأمان والاطمئنان. وفي «يورو 2020» برز عدد من الحراس الذي جذبوا الأنظار إليهم، وكانوا عاملا مؤثرا في إيصال فرقهم إلى أدوار متقدمة جدا مثل الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، والسويسري يان سومر، والإنجليزي جوردان بيكفورد، والإيطالي جيانلويجي دوناروما. ومنهم من كان سببا في إقصاء منتخب بلاده بسبب أخطائه الفادحة والتي وضعت زملاءه تحت الضغط الهائل. «الانباء» استطلعت آراء مجموعة من أبرز مدربي حراس المرمى في الكرة الكويتية لمعرفة آرائهم حول حراس «يورو 2020»، فكانت هذه المحصلة:
في البداية، قال مدرب حراس منتخبنا الوطني سمير دشتي ان كأس أمم أوروبا شهدت تألق العديد من الحراس، لعل أبرزهم حارس إيطاليا جيانلويجي دوناروما، حيث كان مميزا في التصدي للكرات الخطرة، بالاضافة الى قيامه بأدوار تكتيكية مميزة.
وأضاف أن حراس منتخبات الدنمارك وسويسرا وإنجلترا كانوا مميزين للغاية ولهم الدور الأكبر في تألق منتخباتهم، مشيرا الى أن محبي اللعبة تابعوا بروز هؤلاء الحراس والذين يعتبرون جدد على البطولات الكبيرة وليسوا من الأسماء المعروفة التي اعتادوا عليها.
وبين دشتي أن إعداد حارس المرمى لمثل هذه البطولات المجمعة له برنامج خاص مع الأخذ بالاعتبار كثرة عدد المباريات وتنوع المنافسين، ودائما البطولات الأوروبية تتطلب حارس مرمى يملك البنية الجسدية والتميز في الجوانب المهارية والتكتيكية والذهنية.
ولفت إلى ان أدوار خروج المغلوب تتطلب من مدرب الحراس تحضيرا مختلفا عبر التدرب على التصدي لضربات الترجيح وجمع المعلومات والاحصائيات اللازمة عن لاعبي المنتخب المنافس وهي من مهام مدرس الحراس بالتأكيد.
الشطي: الأسماء الجديدة
سحبت بساط النجومية
من جانبه،رأى مدرب حراس مرمى نادي التضامن شاكر الشطي أن الإنجليزي جوردان بيكفورد والإيطالي جيانلويجي دوناروما هما الأبرز في حماية المرمى خلال «يورو 2020»، حيث كانوا مميزين في إنقاذ منتخبيهما وساهما في إيصالهما الى المباراة النهائية للبطولة بسبب تألقهما اللافت وهو ما يؤكد أهمية حارس المرمى في الفرق التي تسعى للبطولات.
وأوضح الشطي أن الجماهير ربما انتظرت بروز الأسماء المعروفة في حراسة المرمى مثل الألماني مانويل نوير والبلجيكي تيبو كورتوا والفرنسي هوغو لوريس، الا أن بيكفورد ودوناروما والسويسري يان سومر سحبوا البساط منهم رغم عدم امتلاكهم تلك السيرة الذاتية الكبيرة على صعيد البطولات الكبيرة للمنتخبات.
وقال الشطي: «ليس بالضرورة أن ينجح المنتخب الذي يمتلك الحارس الأكثر خبرة ليكون هو الأفضل، ورأينا خلال البطولة تألق بيكفورد ودوناروما وسومر، الا أنهم قدموا أداء طيبا وهو ما لم يكن منتظرا من جانب الجماهير، وفي النهاية الأفضل هو من يثبت نفسه بحضوره وتألقه».
الششتري: أداء الحراس واكب تطور اللعبة
هذا وأبدى مدرب حراس مرمى نادي برقان فهد الششتري إعجابه بمستوى حراس المرمى بشكل عام في «يورو 2020»، مؤكدا انه واكب تطور اللعبة من حيث الأداء التكتيكي وكذلك المهاري، معتبرا أن الحارس الانجليزي جوردان بيكفورد كان هو الأبرز من خلال عدم تلقيه أي هدف قبل الوصول للدور نصف النهائي واستقباله هدفا من الدنمارك.
ومضى الششتري قائلا: «البطولة شهدت كذلك بروز كل من التشيكي توماس فاكليك والسويسري يان سومر، وبالنسبة لنا لم يكونا معروفين او منتظرا منهما هذا التألق اللافت، وبالنهاية دائما الحارس الأكثر خبرة هو من يفرض نفسه لان مثل هذه البطولات تعتمد على العامل النفسي والثبات الذهني، وهذا ما يتمتع به الحارس الخبرة عن الحارس الصاعد».
وأضاف: «البطولات الكبيرة مثل البطولات القارية أو كأس العالم تحتاج لاعداد حارس المرمى بشكل مختلف بسبب ضغط المباريات وقلة عدد أيام الراحة بين مباراة وأخرى، ويجب التركيز بشكل أكبر على الجانبين النفسي والذهني، مع عدم زيادة التدريبات البدنية لتجنب الاصابة أو الارهاق».
المحطب: اختيار سيمون
لحماية عرين إسبانيا فاجأني
بدوره، وصف مدرس حراس فرق المراحل السنية بنادي كاظمة محمد المحطب أداء حراس كأس أمم أوروبا 2020 ب «الجيد جدا» بشكل عام رغم بعض الأخطاء التي لا تغتفر وأسفرت عن أهداف مؤثرة ساهمت في إقصاء منتخبات بلادهم مثل خطأ حارس مرمى سلوفاكيا مارتن دوبرافكا أمام إسبانيا وهو ما أحبط معنويات زملائه لتنتهي المباراة بفوز «الماتادور» بخماسية نظيفة. وأكد المحطب أن المتابع للدوريات الاوروبية الكبيرة كان يعلم مسبقا هوية حارس مرمى كل منتخب باستثناء المفاجأة في منتخب إسبانيا بعد اعتماد المدرب لويس إنريكي على الحارس أوناي سيمون وهو أقل خبرة فنيا ودوليا من حارس مرمى مان يونايتد دافيد دي خيا.
وأشار الى إن إعداد حارس المرمى في البطولات المجمعة دائما ما يكون مغايرا عن اعداد الحارس في النادي، وذلك لأن الحارس يدخل هذه البطولات عقب موسم طويل ومرهق مع الاخذ بالاعتبار نظام البطولة المرهق بدنيا للحارس، فغالبا ما تكون التدريبات أثناء البطولة استشفائية وتصحيح الأخطاء في المباريات السابقة مع القليل من تدريبات السرعة وردة الفعل.
أسد: إعداد الحارس
يختلف قبل مباريات خروج المغلوب
كما اعتبر مدرب حراس مرمى فريق الكرة بنادي السالمية محمد أسد، أن نسخة «يورو 2020» شهدت بروز عدد كبير من الحراس المميزين الذين أثبتوا كفاءتهم، ومنهم: السويسري يان سومر، والإنجليزي جوردان بيكفورد، والإيطالي جيانلويجي دوناروما، وهذا الأخير - حسب رأيه - قدم مستوى ثابتا باستثناء مباراة الدور نصف النهائي أمام إسبانيا والتي ارتكب خلالها بعض الأخطاء البسيطة لكنها ليست كارثية.
وأشار الى أن كأس أمم أوروبا وغيرها من البطولات الكبيرة على صعيد المنتخبات تتطلب إعدادا خاصا للحارس، خاصة انه يلعب كل 3 أيام تقريبا، وبالتالي فإن الحارس بحاجة الى تدريبات الاستشفاء والتكتيك والتكنيك فقط والابتعاد عن الجانب البدني خلال إقامة البطولة، أما قبلها فإن الإعداد يشتمل بالتأكيد على الجانب البدني.
وبين أسد أن مباريات خروج المغلوب تحتاج الى تخصيص التدريب الأخير للتدرب على ركلات الترجيح مع قيام مدرب الحراس بشرح وقوف اللاعب التشريحي قبل تنفيذ الركلة، ويفضل أن يشاهد الحارس تحليلا سابقا لركلات الترجيح للفريق المنافس لتكون الصورة أفضل لدى حارس المرمى ويكون جاهزا ذهنيا.