[email protected]
من استهان بالوقت نبذه الزمن.. والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك!
أقبلت إجازة الصيف الطويلة المملة الروتينية، ومع تزايد أوقات الفراغ يضغط الصغار على الكبار، خاصة في ظل جائحة طولت ولا ترحم وسكرت أكثر أماكن الترفيه، مما يجعل الأسر والعوائل تعاني من طلبات الصغار والشباب لأنهم بكل اختصار يدورون في دائرة مغلقة وفرص نيلهم الترفيه ضائعة في هذه القرارات، خاصة مع وجود خيار بعودة الحظر الجزئي!
ونقولها بلسان الكل: لا.. تكفون ياللهول!
اليوم مع اتساع أذرع الشبكة العنكبوتية من تويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها من المنصات اتجه بعض الناس للارتباط أكثر بمواقع الانترنت الخاصة بالأطفال التي تقدم برامج خاصة بهم وبالشبيبة بأقل التكاليف، وهذه (بدعة جديدة) بدأت مع انتشار وباء كورونا كوفيد 20 - 2021م، حيث بادرت مواقع الكترونية إلى تقدم مقترحات وبرامج لأولياء الأمور لقضاء إجازة صيفية الكترونية!
طبعا، هذا ليس حلا شاملا وهو جزء بسيط من المشكلة، فالقضية أكبر، فالصغار والشباب يريدون أنشطة وفعاليات تحرق طاقتهم ولا تحد من نشاطهم الجسماني بعيدا عن الدروس والتعلم عن بُعد عبر المنصات المقررة لهم سواء كانوا في التعليم الحكومي المتهالك أو التعليم الخاص الشافط لجيوبهم!
كل الأسر وأبنائهم يريدون إجازة صيف نوعية منوعة شاملة فيها السفر أو قضاء الإجازة هنا في درجة حرارة لا تقل عن الـ 50!
كل الأسر حاليا حائرة بعضهم سافروا وكثرة باقية في الكويت ويفكرون كيف يقضون إجازاتهم مع الأبناء في ترفيه وإمضاء الوقت بدون ملل!
كنا سابقا نقضي عطلة الصيف في الأندية الصيفية التابعة لوزارة التربية يوم كانت هناك وزارة للتربية!
وكنا أيضا نمضي أكثر الوقت في مراكز الشباب في المناطق ونمارس كل أنواع الألعاب الرياضية والسباحة!
كانت جمعيات النفع العام فعالة وتقدم خدمات لأعضائها عبر برامج وأنشطة صيفية لهم ولعوائلهم، خاصة جمعية المعلمين الكويتية وغيرها من قطاعات المجتمع المدني!
اليوم الصغار والشباب يريدون المطاعم والمولات وأماكن الترفيه!
تغير الوقت وتغيرت مجاميع الصغار والشبيبة وصار (المزاج الكترونيا) وذهبت طفولتنا وشبابنا القائم على الأنشطة الجماعية والانتشار فما زلنا نتذكر أستاذنا صالح جاسم الشهاب - رحمه الله - رجل الترويج السياحي والذي أكرمنا في فترة شبابنا بتفعيل أدوار الحدائق العامة وإحياء المجالات الثقافية، بل إحياء (السياحة) أقام المسابقات واستقدم كثيرا من الفرق العالمية والعربية لتقدم عروضها المختلفة في الأماكن العامة والحدائق، وفعّل الملاعب في الأندية ومراكز الشباب خاصة في الصيف وتميز عهده باستقدام العروض ومنها أتذكر فرقة البولشوي للباليه فرقة روسية وفرق مغربية وعربية نالت عروضها نجاحا كبيرا، كما أنه أحيا المعارض الوطنية والألعاب النارية ونشط الرحلات الى جزيرة فيلكا وبقية الجزر الكويتية، كما جعل السينمات تقدم أفلاما تستقطب قطاع الشباب.
أقدم لكم أحد قياديي الزمن الجميل الذي لن يتكرر الأستاذ صالح جاسم الشهاب الذي قاد مسيرة الترويج السياحي وأبهج الناس في وقته مقدما أفكارا متقدمة سبق فيها عصره غير آبه بالهجوم الصحافي الذي ناله في وقته!
٭ ومضة: كتبت اليوم لعيالنا عن قائد أراد إسعاد شعبه، فقدم جهودا مشكورة منوعة أسعد بها شعبه غير المسافرين حينذاك، وهو يستحق أن يسلط عليه الضوء من تلفزيون الكويت ومارينا اف ام حتى يتعرف أبناء هذا الجيل على رجل آمن بالترويج السياحي ولاتزال أعماله هذه موضع تقدير من (التاريخ) لأنه رجل وطني أخلص لإسعاد وطنه وشعبه، واسمه اليوم متصدر إحدى المدارس الثانوية، ورحم الله أستاذنا صالح الشهاب - بوفيصل - على ما قدم لأهله وناسه.
٭ آخر الكلام: الحين الأطفال في الكويت في إجازة من كل شيء والبيوت ما عادت تتحمل شقاوتهم وهم بحاجة الى تجديد ترفيهي لقضاء إجازة صيف سعيدة فماذا تفعل أسرهم؟
فيا ليت الشباب يعود يوما
لأخبره بما فعل المشيب
٭ زبدة الحچي: نحن جميعا أمام (إجازة طويلة صيفية) طبعا نحاول كل منا في جهده من أجل إفهام الأطفال والشباب أننا جميعا متقيدون أمام الإجراءات الوقائية للحد من فيروس كورونا دون إثارة الذعر داخل الأطفال!
عليك كولي أمر أن تفكر في توزيع المهام منزلية لإعادة ترتيب الأدراج والخزائن وفرز الملابس واستخراج المستهلك للتبرع بها لأقرب جمعية خيرية والبدء في تعليمهم صنع البسكويت والكيك والبيتزا، وهناك فرصة لإحياء حفظ القرآن أو ممارسة التلوين وتعليق الرسومات في البيت والشقة وممارسة الزراعة الداخلية وممارسة الرياضة واليوجا ولعب (البلياردو) ومشاهدة الأفلام، لا تنسى حثهم على أداء الصلوات في أوقاتها.
لابد من تخصيص (وقت يومي) لاجتماع الأسرة أولا على الطعام، خاصة الظهر ومساء، وتشجيع المبادرات التي قد تظهر على شكل هواية، علينا تشجيعها كما يلزم التذكير بالإجراءات الاحترازية والصحية وممارسة المشي حتى داخل البيت (مثل الصعود والنزول من السلالم)!
المهم أن تبعد هؤلاء الأطفال والشباب عن الأجهزة الذكية أكبر قدر من الوقت!
من عندهم مزرعة أو شاليه يستطيعون استخدام هذه الأماكن لمزيد من التعرف على المحيط مع أسرهم، وهناك من ينضمون إلى العمل التطوعي بدوام جزئي، وهناك من يتعلم لغة جديدة أو ينمي هوايته أو يتنزه ويتسوق في الأماكن المكيفة في المولات والأسواق.
الصيف فرصتك للاسترخاء مع الأهل والأصدقاء، اكتب، ارسم، لون، مارس هوايتك وادع أهل بيتك لأخذ التطعيم لقضاء وقت ممتع مليء بالفرح والكثير من الأنشطة إن كنت غير مسافر.
الله يساعد (الأمهات) من (تحلطم) الأبناء، وعلينا جميعا أن نستفيد من الإجازة مدركين قيمة الوقت لأنه رأسمالك فإن أضعته ضاع رأسمالك، وإن حفظته فالربح حليفك.. وتبقى الحقيقة: الآباء يأكلون الحصرم، والأبناء يضرسون!
إجازة سعيدة.. الله يعينكم!
في أمان الله..