أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك اليوم الاربعاء، أن الحكومة اليمنية "تنتظر تعيين مبعوث أممي جديد إلى اليمن وستظل على موقفها الداعم للسلام كخيار استراتيجي لإنهاء معاناة اليمنيين" مثمنا حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق الأمن والاستقرار في بلاده.
وأضاف بن مبارك في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن "الحكومة اليمنية وافقت على خطة أممية من أربعة عناصر للسلام مدعومة إقليميا ودوليا بذل الأشقاء في سلطنة عمان مساعيهم لانجاحها وذهبوا إلى صنعاء لمقابلة قيادات الحوثيين لكنهم عادوا دون إحراز أي تقدم".
وأوضح أن مبادرة السلام التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في مارس الماضي لإنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى اليمن والتي رحبت بها الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي تشمل العناصر ذاتها التي تطرحها الأمم المتحدة على الطاولة.
وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي أعلنت مرارا عدم موافقتها على وقف إطلاق النار وتواصل التصعيد بمحافظة (مأرب).
ولفت بن مبارك إلى أن التجارب والاتفاقات السابقة مع ميليشيات الحوثي وآخرها اتفاق (ستوكهولم) تثبت أنها لا تلتزم بتنفيذ الاتفاقات وهو ما يحتم ضرورة الابتعاد عن العموميات والتركيز بشكل أكبر على ضمانات التنفيذ.
وبين أن "الأرضية هي إعادة الاستقرار إلى اليمن والمحافظة على وحدته وبناء مستقبل تسوده العدالة والمساواة في ظل التوزيع العادل للسلطة والثروة ووفقا للمرجعيات الحاكمة المعتمدة" معتبرا أن "الأرضية الأهم هي الإيمان الحقيقي بالسلام والنوايا الصادقة لإنهاء معاناة اليمنيين وعدم الارتهان للأجندات الخارجية".
ورحب بالشراكة مع كل الأطياف اليمنية كمكونات سياسية "بمن فيهم الحوثيون شريطة تخليهم عن نظرية الاصطفاء والحق الإلهي في حكم الآخرين وفرض معتقداتهم ومشاريعهم بقوة السلاح والعمل بشكل مشترك على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بما في ذلك الاستفتاء على مسودة دستور الجمهورية اليمنية".
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع بمحافظة (مأرب) قال وزير الخارجية اليمني إن ميليشيات الحوثي ظلت منذ بدء عدوانها على (مأرب) بداية شهر فبراير الماضي تراهن على وهم إحراز تقدم بناء على توجيهات النظام الإيراني لكنها فشلت وخسرت جزءا كبيرا من قواتها وعتادها.
وأضاف أن (مأرب) تمثل بالنسبة للحكومة الشرعية "نقطة تحول لتحرير صنعاء" وهو ما جعل الميليشيات الحوثية تلجأ لقصف الأحياء المدنية ومخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة مهددة حياة أكثر من مليوني نازح وجدوا في (مأرب) الملاذ الآمن بعد فرارهم من مناطق سيطرتها.
وأوضح أن الحكومة وبالتنسيق مع التحالف لم تشن أي عملية هجومية منذ التوصل لاتفاق (ستوكهولم) في ديسمبر 2018 بهدف إتاحة الفرصة لجهود السلام مبينا أن ميليشيات الحوثي استغلت ذلك لحشد قواتها ومهاجمة (مأرب) و(الضالع) ومختلف المناطق.
ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي بعنادها وتفويتها لفرص السلام تخسر اليوم في (مأرب) و(البيضاء) و(الضالع) ومختلف الجبهات.
وأشاد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لاستكمال تنفيذ (اتفاق الرياض) وعودة الحكومة إلى عدن ودعمها للشعب اليمني في الجوانب العسكرية والإنسانية والتنموية وإعادة الإعمار.
وأشار بن مبارك في مقابلته مع (كونا) إلى اجتماع وفدي الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض مبينا أن "بيان المملكة كان واضحا في دعوة المجلس الانتقالي إلى التوقف عن التصعيد الإعلامي والسياسي ونبذ الخلافات وتغليب المصلحة العامة لتنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض".
وأعرب عن أمله أن تثمر تلك الجهود حلولا عاجلة لتتمكن الحكومة من العودة إلى عدن والتركيز على برنامج التعافي الاقتصادي وحل القضايا الخدمية والاقتصادية التي تهم المواطنين.
وثمن بن مبارك حرص السعودية على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن لافتا أن "هذا ليس بغريب على المملكة فقد كانت وستظل حاضرة إلى جانب الشعب اليمني في زمن الحرب والسلام".
وأوضح أن السعودية تحملت العبء الأكبر في الجانب الإنساني وبرامج الدعم الاقتصادي لليمن مبينا أنها المانح الأكبر لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن والداعم الرئيسي للبنك المركزي اليمني والمشتقات النفطية إضافة لدعمها لمشروع (مسام) لإزالة الألغام ولبرامج إعادة الإعمار.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الاربعاء جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في اليمن وينتظر خلالها التصويت على تمديد العمل باتفاق الحديدة لمدة عام حتى الخامس عشر من يوليو 2022 وهو الاتفاق الذي ينتهي أجله اليوم.