قالت خبيرة علم الحشــرات والاستــاذ المساعــد فــي هيئة التطبيـقــي د.جـنـــان الحـربي ان «الديـرم» قديمـا فـي الكـويـت والخليج العربي وبعض الدول العربية كان هو حمرة الشفاه الطبيعية الاولى من مكونات زينة المرأة الاساسية، لكن هذه الايام تعج الاسواق بأنواع مختلفة من أحمر الشفاه ألوانها كثيرة لا تخطر على البال ولا على الخاطر.
واضافت: في الحقيقة، بعض من احمر الشفاه يحتوي على مواد طبيعية منها شمع النحل والزيوت النباتية والمعدنية والزيوت الحيوانية مثل اللانولين المعروف بشحم الصوف، لكن هناك مركبات صناعية تدخل ايضا في تركيب الكثير من احمر الشفاه مثل مادة «الميثيل باربين» الذي وضع الاتحاد الاوروبي قيودا على استخدامها كونها مادة سامة مرتبطة بالسرطان، وكذلك مادة «البروبي بارابين» وهي تصنف من المواد الخطرة التي يمكن ان تتسبب في الحساسية وتهيج الجلد والعينين، وايضا مادة «توكوفير أسيتات» التي تدخل في مرطب الشفاه وتصنف بأنها ذات خطر معتدل لارتباطها بالحكة والحساسية.
وتابعت د.الحربي: لذلك، هناك توجه كبير من قبل بعض مصنعي مستحضرات التجميل لاستخدام الحشرات غير الضارة لتكون التراكيب الاساسية في المستحضرات، والذي يجهله البعض أن احمر الشفاه المصنع من بودرة خنفسانة الكوشينال (داكيتلوبيس كوكس كوستا) كان رائجا لدى شعوب الازتيك والمايا في اميركا الوسطى والشمالية منذ القرن الخامس عشر ومصر وفي دول شرق آسيا وحاليا في اليابان والولايات المتحدة والدول الاوروبية.
وأكدت ان حشرة الكوشينال من الحشرات القشرية التي تتطفل بطبيعتها على نبات الصبار المعروف في الكمثرى الشائك، تنتج هذه الحشرة صبغة طبيعية حمراء اللون تعرف بالكريمسون أو «دم الصبار» التي تحتوي بدورها على حمض الكارمينيك، تستخلص الصبغة في العادة من جسم وبيض هذه الحشرة.
وأوضحت ان حشرة الكوشينال دخلت التجميل من اوسع ابوابه واخذت طريقها في تراكيب مجموعة متنوعة من مستحضرات التجميل الطبيعية مثل احمر الشفاه واحمر الخدود وطلاء الاظافر، اذا كنت تتساءل عما اذا كانت منتجاتك تشمل حشرة الكوشينال يمكن العثور عليها مدرجة في المكونات تحت «كارمين» او «الاحمر الطبيعي 4» او «البحيرة القرمزية» أو C.I.75470 أو E120.
وبينت ان صبغة الكريمسون تستخدم على نطاق واسع في صناعة الاغذية مثل النقانق والحلويات والمربى والكعك الصناعي والآيس كريم ومنتجات الالبان والزبادي وبعض مشروبات الطاقة ومشاريب القهوة والمستحضرات الصيدلانية والمنسوجات والدهانات والاصباغ.