قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ، إن الوضع في أفغانستان يتدهور بسرعة كبيرة محذرا من امتداده إقليميا، مشيرا إلى زيادة حالة عدم اليقين في الوضعين السياسي والعسكري فيها على خلفية الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية وعودة سيطرة طالبان على الكثير من المناطق.
لاڤروڤ في كلمته أمام الجلسة العامة لمؤتمر «آسيا الوسطى والجنوبية: الترابط الإقليمي.. التحديات والفرص» قال: «مع الأسف، شهدنا في الأيام الأخيرة تدهورا سريعا للوضع في أفغانستان».
وأضاف لاڤروڤ «في ضوء الانسحاب المتسرع لقوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فإن حالة عدم اليقين بشأن الوضع العسكري والسياسي في هذا البلد وما حولها نمت بشكل كبير».
وتابع قائلا «من الواضح أنه في ظل الظروف الحالية هناك مخاطر حقيقية لانتقال عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة، هذا السيناريو وما يحتويه من تهديدات يمثل عقبة خطيرة أمام مشاركة أفغانستان في التعاون الإقليمي».
وأوضح أن «الآليات التي أثبتت جدواها كصيغة موسكو، ومجموعة الاتصال المشتركة «منظمة شنغهاي للتعاون- أفغانستان»، وكذلك «الترويكا» الموسعة لروسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان، تهدف إلى المساعدة في تهيئة الظروف اللازمة للتحرك في اتجاه سلام طويل الأمد».
وأشار إلى أنه «قد ينضم لاعبون خارجيون مؤثرون آخرون إلى عمل هذه «الترويكا»، لافتا إلى أن روسيا تبحث مع الشركاء هذه الاحتمالية».
وأعلنت حركة طالبان الأفغانية، في وقت سابق، سيطرتها على أكثر من 70 % من الحدود المشتركة بين أفغانستان وطاجيكستان، معربة عن ثقتها بعدم تمكن القوات الحكومة في كابول من استعادة السيطرة على المناطق الشمالية من البلاد.
وتزامن ذلك مع بدء الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، سحب القوات من أفغانستان، مطلع مايو الماضي، وتأكيد إدارة الرئيس الأفغاني أشرف غني، على قدرة القوات الأمنية التعامل مع التحديات الأمنية.
ولفت وزير الخارجية الروسي من طشقند إلى أن تصعيد النزاع الأفغاني يزيد من خطورة التهديد الإرهابي وتهريب المخدرات الذي بلغ مستوى غير مسبوق، مضيفا: «من الواضح أنه في الظروف الحالية توجد مخاطر حقيقية لامتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة، ويشكل خطر هذا السيناريو عائقا ملموسا في سبيل إدماج أفغانستان في التعاون الإقليمي».
وتابع: «ننطلق من ضرورة أن تراعي خطط تطوير المشاريع في مجال النقل واللوجستيات والطاقة التي تربط بين آسيا الجنوبية والوسطى بشكل كامل الظروف الأمنية على الأرض، ولا يمكن الأمل في التطبيق الناجح للمشاريع والمبادرات الاقتصادية بمشاركة كابل إلا في حال التسوية الشاملة للنزاع الأفغاني الداخلي».
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قناعة موسكو بضرورة أن يظل إحلال سلام مستدام في أفغانستان على رأس أولويات المساعي الجماعية في المنطقة وعلى الصعيد الدولي، مشددا على السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف يكمن في إطلاق مفاوضات أفغانية- أفغانية مباشرة بمساعدة الشركاء الدوليين.
وتطرق لاڤروڤ إلى منصات دولية مخصصة للإسهام في المضي قدما في هذا الاتجاه، منها «الترويكا الموسعة» التي تشمل روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان، قائلا: «قد ينظم إلى «الترويكا» لاعبون مؤثرون خارجيون آخرون ونناقش هذه الفرصة مع زملائنا الآن».
وفي السياق، تفقد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن الجاهزية القتالية لقواته المتمركزة بمنطقة الحدود مع أفغانستان، والتي وصفها بأنها «منطقة عازلة» مهمة لأمن رابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي.
وحسب بيان للرئاسة الطاجيكية، فقد أعرب رحمن خلال زيارته التفقدية عن قلقه إزاء الوضع المتوتر في أفغانستان المجاورة، ودعا إلى الاستعداد القتالي الكامل لجميع الوحدات العسكرية في المناطق الحدودية.
وقال: «الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان مهمة للغاية ليس لبلدنا فقط، ولكنها مهمة أيضا كمنطقة عازلة للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي».