بيروت ـ منصور شعبان
لم يمر اعتذار الرئيس سعد الحريري عن تأليف الحكومة بهدوء حيث ارتفعت حرارة الدولار بشكل قياسي وفقدت الليرة اللبنانية مزيدا من قيمتها وتوتر الشارع فاستأنف لبنانيون غاضبون احتجاجاتهم الجمعة بقوة لدرجة حصول اعتداءات ضد الجيش في منطقة جبل محسن بطرابلس وأصيب عشرة من عناصره بجروح، كما أعلن، عبر «تويتر»، جراء تعرضهم للرشق بالحجارة، ما دفع بالنائب عن المقعد العلوي في الشمال علي درويش إلى إصدار بيان دعا «أهالي جبل محسن الى عدم الاحتكاك مع الجيش اللبناني الحامي والمدافع عن الجميع وصمام الأمان الوحيد».
وأشار الى ان «ابناء جبل محسن لن يسمحوا بتظهيرهم وكأنهم بمواجهة مع الجيش تحت أي مسمى كان وهذا ما يجب ان يكون واضحا للجميع».
ووصلت تعزيزات عسكرية الى منطقة جبل محسن عقب الإشكال، مما ادى الى سقوط اربعة جرحى أحدهم في حال خطرة. واستمر التوتر على أشده في المنطقة، فيما نفذ الجيش انتشارا واسعا في الجبل ومحيطه. وألقى مجهول قنبلة صوتية مما أدى الى اصابة مصور في «الجزيرة» ونقله إلى مستشفى معوض في مجدليا قضاء زغرتا.
وامتدادا لهذه المنطقة نفذ أهالي وادي خالد في محافظة عكار اعتصاما بسبب ارتفاع الأسعار والدولار وفقدان مادة المازوت وعدم وجود والأدوية في الصيدليات، الى جانب بلوغ سعر ربطة الخبز 7000 آلاف ليرة، إضافة الى انقطاع الكهرباء وشبكات الاتصالات لأكثر من شهر، ناهيك عن تلوث النهر الكبير بسبب الصرف الصحي وظهور أمراض عند الأطفال وانقطاع حليب الأطفال، وطالب أهالي وادي خالد الجمعيات والمنظمات الدولية التوجه لإغاثتهم.
وكما الحال في الشمال وطرابلس حيث أقفلت ساحة عبدالحميد كرامي، كذلك الأمر بالنسبة لسائر أنحاء لبنان إذ تقطعت أوصال بيروت بشوارعها وجادة صائب سلام ومستديرة الكولا حتى السفارة الكويتية والأوتوستراد الممتد إلى عاصمة الجنوب صيدا وصور صعودا نحو الجبل والبقاع، وذلك بقطع الطرق بما تيسر من مستوعبات النفايات والإطارات المشتعلة وركن السيارات بالعرض في الأوتوسترادات لإقفالها، واضطر العابرون إلى سلوك طرق فرعية بديلة للوصول إلى أشغالهم ومنازلهم، ما أدى إلى حدوث ازدحام كبير.