قبل حوالي 13 عاما وتحديدا في العام 2007 كنت في دورة تدريبية في القاهرة، وكان المحاضر يتبادل النقاش معنا عن عام 2020 وكيف سيكون، فرد عليه أحد المتدربين ضاحكا: «رقم غرفتي 2020»، لكن المتدربين تساءلوا عن قصده من السؤال، حيث أوضح أنه سيكون عام التكنولوجيا وسنلاحظ فيه الكثير من التغير في أنماط حياتنا رغم أنه لم يقصد ما نشهده الآن من أمور صحية وظروف استثنائية، وللمصادفة أن رقم غرفتي كان 2021 فأخبرت المحاضر الذي قال مبتسما: «العشرين أخو الواحد والعشرين».
يقينا ان كل ذلك من باب الصدفة، وقد ذهبت بعد 13 سنة من ذلك في رحلة لاستكمال علاجي إلى إحدى الدول العربية وأجريت لي عملية جراحية في يناير 2020، وكان الوضع طبيعيا جدا، وقد اتصل بي شقيقي ليخبرني بأنه قرر إكمال علاجه في فرنسا، غير أن وجودي في تلك الدولة جعله يغير رأيه للحضور إليها بدلا من فرنسا وتم له ذلك لكن قضاء الله تعالى كان أقرب.
وفي عام 2012 رأيت في منامي شخصا يخبرني بأني سأفقد قطعة من فؤادي، وأن هناك الكثير من الأمور التي ستتغير من دون الدخول بتفاصيل ما يحصل الآن من أشياء، إذ دخلت علينا جائحة «كورونا» وتوقف حال العالم بشكل شبه كلي وتعطلت مظاهر الحياة سواء في الكويت أو في بقية الدول، ولم نستطع العودة إلى الديار واستمر الحال بنا عدة شهور، وكنا نتابع أوضاع الكويت بقلق وبوضع شبيه بأيام الغزو الغاشم على بلادنا، إلى أن تمت بفضل الله وبفضل إحساس قيادتنا ودولتنا بالمسؤولية تجاه أبنائها عودتنا إلى كويتنا الغالية معززين مكرمين، ولم يقصر أحد معنا سواء من السفارة أو المكتب العسكري بالتواصل الدائم وعرض المساعدة للجميع حتى وصولنا الى البلاد وما رافقه من استقبال وحرص على سلامتنا، ولا أنسى اليوم السابق لعودتنا حيث كنا متجمعين ونردد أغنية «أنا رديت لعيونك» من شدة الفرح بالعودة إلى بلدنا الحبيب.
أيام لن تنسى وستبقى في ذاكرتي، نعم إنها الكويت العزيزة، التي كانت الأجواء مفتوحة فقط للكويتية، نعم إنها الكويت التي لم تنس أبناءها، ورحم الله أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد الذي قال «كل أبنائي سيكونون في الكويت قبل شهر رمضان»، رغم أن الكثير من الدول في تلك الفترة لم تكن قادرة على مجابهة الجائحة.
كل ما سبق وكل ما نشاهده من تضحيات ليس غريبا على الكويت صاحبة العطاء والمبادرات الخيرية والإنسانية التي طالت دول العالم وستبقى بإذن الله تعالى بفضل قيادتها وخير أبنائها، وإن كان الاحتلال العراقي جعلنا يدا واحدة فإن أزمة «كورونا» أيضا كشفت المعدن الأصيل أيضا لشعبنا وأن أبناء الكويت قادرون على تحمل المسؤولية بشهادة الدول الأخرى والمنظمات المتخصصة، نعم فأبناء الكويت التزموا بالتعليمات الصحية وتخلوا عن الكثير من الالتزامات والعادات الاجتماعية حرصا على سلامتهم وسلامة الآخرين.
وآخر الكلام.. الجميع كانوا ملتزمين بكل ما يطلب منهم احترازيا، وتم اتباع أوامر وتعليمات الحكومة في كل ما يتعلق بالأزمة، لكن هنالك الكثير من الآثار السلبية التي انعكست على الجميع والتي يجب مراعاتها كارتفاع تكاليف العمالة المنزلية وتذاكر الطيران وتضرر أصحاب المشاريع الصغيرة وخسائرهم الكبيرة وفقدان الكثيرين لأعمالهم ومصادر رزقهم، وكلنا أمل بحكومتنا أن تلتفت بشكل إيجابي إلى هذه الأمور.
[email protected]