يلعب التنظيم الإداري في جميع دول العالم دورا مميزا في مستوى الخدمات التي تقدها تلك الدول لشعوبها وفي جميع المجالات وذلك من خلال الخطط الاستراتيجية التي تضعها لتحقيق التنمية الحالية والمستقبلية وبما يسهم في تأمين مستوى أفضل للناس ويقلل من الأخطاء التي قد تظهر خلال تنفيذ المشروعات التنموية مهما كان نوعها.
والملاحظ أنه عندما تضع الدول ميزانياتها السنوية بناء على دراسات وخطط من الجهات المعنية وبما يتناسب مع حجم تلك المشروعات وتكاليفها فإنها تراعي احتياجات المناطق والمحافظات والأقاليم التي ستكون فيها تلك الأعمال وبالتنسيق مع المحافظين أو ما يسمى بـ «العمدة» وغيرها من المسميات، لكن الغريب عندنا أن الكويت رغم تقسيمها إلى ست محافظات وفيها إدارات مستقلة تابعة للوزارات كالمناطق التعليمية التابعة للتربية أو مراكز الهجرة والمرور التابعة للداخلية ومكاتب العمل التابعة للشؤون وغيرها من تلك الإدارات والمراكز إلا أننا لا نجد تنسيقا مباشرا أو صلاحيات للمحافظين في تلك المحافظات وعادة ما تكون متابعتهم باجتهاد منهم، ونتمنى لو أن لديهم من الصلاحيات ما يسهم بالوقوف على مشكلات محافظاتهم والمناطق التابعة لها لأنهم الأدرى بها من خلال وجودهم فيها وتواصلهم مع الأهالي وقربهم منهم.
كما أن هناك دورا مغيبا لمخاتير المناطق من خلال بذل الجهود ومتابعة احتياجات المناطق التي يمثلونها ونقلها إلى المحافظين وإلى الوزارات والجهات المعنية بالمشروعات القائمة وكذلك الأعمال المخطط لها في تلك المناطق، وإن كانت هناك فوارق في قدرات هؤلاء المخاتير حيث هناك منهم من نهضوا بمناطقهم وأحدثوا فوارق إيجابية كبيرة من خلال حملات التشجير والنظافة والتواصل مع المسؤولين لتأمين احتياجات تلك المناطق ومتابعة الجمعيات التعاونية وفروعها والاستفادة من دعم أنشطة وفعاليات أبناء المنطقة وغير ذلك من الأمور التي يشار إليها دائما بشكل إيجابي، بينما نجد بعضهم لا صوت له ولا حضور وربما أن أغلب سكان المنطقة لا يعرفون اسمه ولا مكانه، ولتكن المنافسة بين المخاتير لإظهار جمال المناطق وحسن خدماتها أساس استمرارهم وتعيينهم، فمن يعمل ويترك أثرا يبقى ومن لا يعمل «خله يستريح»!
٭ كل عام وأنتم بخير: ومع حلول عيد الأضحى المبارك نتوجه إلى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وإلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وإلى أهلنا جميع أبناء الكويت والمقيمين الكرام على أرضها بأسمى آيات التهنئة والمباركة، سائلين الله تعالى أن يعيد علينا هذه المناسبة بالخير واليمن والبركة وأن تنعم الكويت بنعمتي الأمن والأمان، وكل عام والجميع بخير.