منذ اجتياح «كورونا» لأقاليم الأرض وإعدامه لون الحياة وجمالها أصبح العالم أجمع مختلفا، بل يكاد المرء ينسى كيف كانت الدول تحضر المناسبات والأعياد بجماهير غفيرة تجتمع دون مخافة المصافحة أو الاحتكاك بالآخرين.
ولو انك قلت لأحدهم ان دول العالم ستمر بأزمة يخاف المرء جراءها مصافحة الآخر لتعجب وضحك.
وحين كانت المدارس والمرافق التعليمية تصدح بهتاف التلاميذ وأصوات المعلمين وصرير الأقلام ما كان أحد يحسب أن كل هذه الأصوات فجأة ستصمت.
وحين صرح مجلس الوزراء أخيرا بالعودة التدريجية إلى الحياة من المرحلة الخامسة والطبيعية في مطلع سبتمبر، وجب علينا أن نستعد لما تحمله عودة النظام والمسؤولية لهذه الحياة.
لم يكن في السابق ثمة خطة استراتيجية لمواجهة الازدحام المروري وقت الصباح والظهيرة، الذي يتعرض له الشارع الواحد من هجوم ضخم لسيارات الموظفين وسائقي الباصات وسائقي الطلبة الذين خرجوا من مدارسهم للتو وفي طريقهم للمنزل، وازدحام الباصات والعمال الباحثين عن سائقي أجرة وغيرهم من راكبي السيارات الخاصة الباحثين عن العودة إلى منازلهم أيضا، وبعدها تجد وقت العصر أصبح أكثر هدوءا من وقت الذروة المزعج.
والأدهى والأمرّ هو فرق التوقيت بين انتهاء ساعات العمل وخروج الطلبة من مدارسهم، الأمر الذي يجبر ولي الأمر على البقاء في هذه الشوارع المختنقة بالزحام ومواجهة هذا القصور في التنظيم ساعات عدة بدل أن يرجع هو وابنه في وقت مناسب يتفادى به البقاء في هذا الازدحام القاتل.
من ناحية أخرى يجب على الدولة أن تتخذ إجراءات كفيلة بمنع ازدحام الشوارع والمزيد من التنظيم، وكفكرة لمواجهة هذا الازدحام يمكن تغيير ساعات عمل جزء من الموظفين الحكوميين، فهناك من الموظفين من يجد نفسه يستطيع العمل فترة مسائية تسمح له الدولة بذلك، وفي هذا الإجراء تصد لمشكلة الازدحام والمساعدة على تجنبها.
فمن غير المعقول أن تطلب من الموظف أن يؤدي عمله بكل تركيز وإبداع وعمل مثمر وتضعه في ظروف عمل قاسية تحتم عليه الشعور بالقلق على أبنائه وساعات عمله والخوف من التأخر باصطحاب الأطفال بسبب الازدحام والشعور بالضيق من إرغام المواطن على مواجهة الفشل في تنظيم الشوارع يوميا، فهناك كثير من الناس ليس لهم سكن خاص وسائق خاص فلماذا لا نشعر بمعاناتهم.
ختاما، بقي على عاتق الحكومة وضع خطط استراتيجية لحل مشكلة الازدحام وتنسيق ساعات العمل.