ربما مضى زمن طويل على الغدر العراقي في الثاني من أغسطس 1990 والمتمثل في الغزو العراقي العراقي الغاشم على الكويت، وقد يقول قائل: لماذا لا يكون مبدأ «عفا الله عما سلف» حاضرا في موضوع الغزو، وانتهى الأمر منذ واحد وثلاثين عاما، وانتهى النظام العراقي ورد ذلك بسيط جدا، فلا أحد يزايد على الكويتيين مساندتهم للشعب العراقي، والذي نوقن أن جزءا منه ليس له ذنب فيما حصل، لكن الذي حدث أثناء الغزو من الجيش العراقي المعتدي وجلاوزته المجرمين من الجيش الشعبي لا يمكن أن ينسى.
إن ذكرى الغزو العراقي الغاشم تمثل لحمة وطنية تدرس في أعلى الجامعات والنظم العسكرية، فلم نجد ولو بالمائة سنة الماضية نظام حكم يسقط باحتلال دولة ونجد شعبها يدين بالولاء للحاكم، لكنها العلاقة الأبوية التي يتصف بها نظام الحكم في الكويت والشعب الكويتي الكريم، وقد رأينا هذا الشعب البطل الذي قاوم المحتل وفرض العصيان المدني على المحتل.
إن الغزو العراقي الغاشم علمنا أهمية الوحدة الوطنية ونسيان الخلافات جانبا.
في وقت الشدائد ستجد الشعب الكويتي بكل أطيافه على قلب رجل واحد تحت حكم صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد حفظهما الله.
ويجب على وزارة التربية أن يكون لتاريخ الغزو العراقي الغاشم نصيب الأسد في مادة التاريخ، وكما يتم التركيز على الثورتين الأميركية والفرنسية من باب أولى التركيز على تاريخ الغزو العراقي الغاشم.
ولن ننسى كل من وقف معنا في الغزو العراقي الغاشم، فالوقفة التاريخية للملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله والدولة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وشعوبهم الكريمة ومصر العروبة وسورية الشهامة وشعوبهم الكريمة، فوالله إن لهم حقا علينا، فلا تعرف صديقك وأخاك إلا وقت الضيق.
ولن ننسى من وقف ضدنا وشمت فينا، فبحمد الله تعالى أرانا بمن وقف ضدنا عجائب قدرته، لن ننسى الغزو لكي يكون أساسا لبناء علاقات مع الدول على أساس المصالح المشتركة والتفاهمات الاقتصادية، ولنكن حذرين لكل ما يحاك في الظلام ضدنا.. لن ننسى الوفاء لشهدائنا الأبرار ولأسرانا الأحرار، لن ننسى.. ولنعد حساباتنا الداخلية لبناء جبهة داخلية قوية.
وأخيرا، ستبقى ذكرى الغزو العراقي الغاشم في قلوبنا.
[email protected]