أثر الحرارة على جسم الإنسان وعلى أخلاقه بدا واضحا في صيف هذه السنة أكثر من كل السنوات الماضية مجتمعة.
درجات حرارة قياسية غير مسبوقة في ارتفاعها وكذلك غير مسبوقة في استمرارها، ففي السابق نعم كانت تأتينا أيام حارة لكن كان يأتي بينها أيام أقل حرارة ولطيفة نوعا ما، لكن هذه السنة تميزت باستمرارها أحيانا لشهر كامل دون انقطاع.
نعم، كل الأماكن الموجود بها أجهزة التكييف مكيفة وباردة، لكن ما هي فاتورة هذا «البراد» لربع مليون موظف حكومي وخاص، مع العلم أننا في الكويت نحرق الكثير من النفط الخام لإنتاج الكهرباء.
المليارات فوق المليارات فقط ليصبح جحيم نهار الصيف بردا وسلاما، لكن إذا كان الموظف «عايش في براد» ومرتاح فإن المراجع الذي يتنقل من وزارة لوزارة ينال أكثر من نصيبه من تلك الشمس الحارقة.
كذلك محلات الخدمات من صيانة السيارات وغيرها ومحلات بيع التجزئة فإن روادها تلسعهم أشواط شمس صيفنا المباركة حتى أننا سمعنا عن كثير من ضربات الشمس والإنهاك الحراري.
باختصار حياتنا في الصيف متعبة وغير مريحة بسبب أجوائنا الحارة في فصل الصيف.
طيب، لماذا لا نعكس الأمر ونقلب موضوع دوامات الوزارات ومحلات القطاع الخاص إلى فترة الليل.
تبدأ من 6 مساء إلى 12 منتصف الليل وتكون فترة النهار في شهور الصيف الثلاثة 6 و7 و8 فترة إغلاق كامل.
فقط إراحة شوارع المدن من زحف نصف مليون سيارة عليها كل في عز النهار سيخفض درجات الحرارة المنبعثة من عوادمها درجتين أو ثلاث.
وكذلك الحمل الكهربائي سينقص على الأقل 20% نظرا لعدم حاجتك لنفس كمية التبريد في الليل كتلك التي كنت تحتاج اليها في النهار، حتى أخلاق الناس ستتغير وستقل حوادث الغضب في الطريق التي كثر ما سماعنا لها.
هذا النظام ليس غير مسبوق فهناك بعض الدول الاسكندنافبة شتاؤها ليل دائم 24 ساعة هي في مساء لا ينتهي فكيفوا أنفسهم وتأقلموا معه.
وهذا النظام هو أكثر من ملائم لمدارسنا الحكومية التي صممت ساحاتها مكشوفة فيحرم الأطفال منها في شهور الصيف لا يتجرأون على التجول فيها ولا ممارسة نشاطاتهم الخارجية.
٭ نقطة أخيرة: هذا الاقتراح ليس مثاليا خاليا من الثقوب، لكن هو نموذج يمكن التفكير حوله حتى نصل الى حل ذكي يجد لنا طريقة لتحويل فصول الصيف الحارقة لأوقات أكثر لإنجاز عمل أكثر وبسهولة.
ghunaimalzu3by@