نظرا لتغير المناخ وتأثيراته وتداعياته على الصحة والبيئة وأسبابه ومع القلق الدولي بهذا الشأن وبأضرار التلوث الناتج عن عوادم السيارات والوقود التقليدي بدأت بعض الدول تخطط لاستخدام السيارات التي تعمل بالكهرباء كوقود نظيف يخفف من تلوث البيئة بسبب عوادم الوقود الحالي، ونقلت المواقع منذ أيام قليلة تصريحا للرئيس الأميركي بايدن عن خطة الولايات المتحدة الأميركية لاستخدام السيارات الكهربائية.
وإنني أتساءل عن خطتنا لاستخدام السيارات الكهربائية في الكويت وماذا أعددنا لذلك؟ وهل لدينا أي دراسات عن هذا الموضوع؟ أم اننا سنكون متفرجين فقط؟ أتمنى من وزارات الدولة المعنية والجهات المختصة أن تنشر ما لديها من دراسات في هذا الصدد ومدى جاهزيتنا لاستخدام السيارات الكهربائية في الكويت.
وهل لدى المتخصصين في البيئة، والذين يحرصون على توفير الهواء النقي للشعب والتصدي لتغير المناخ، ما يفصحون عنه للرأي العام في هذا الصدد في ضوء مؤشرات تلوث الهواء بسبب الانبعاثات من عوادم السيارات؟ يمكن الاطلاع على إحصائيات السيارات والمركبات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور لندرك أن السيارات الكهربائية في الكويت لن تكون ترفا أو تضامنا مع توجهات دولية فقط.
إن بداية ظهور السيارات الكهربائية كانت في عام 1832 على يد روبرت أندرسون، وكانت هي التطور الطبيعي للسيارات التي جاءت بعد السيارات البخارية، والتي ظهرت أول مرة في القرن السادس عشر.
وتطورت بعد ذلك السيارات الكهربائية وحققت انتشارا واسعا وكان المدى لها في ذلك الوقت 180 ميلا، وكانت الطرق غير ممهدة ولكن محطات الشحن الكهربائية منتشرة في كل مكان، وكانت هي المفضلة لدى الشعوب لأن سيارات الاحتراق الداخلي التي ظهرت لأول مرة في عام 1888 على يد الألماني كارل بنز كانت تحتاج إلى مجهود عضلي، ومع ذلك اختفت السيارات الكهربائية بالتدريج من الأسواق وانتشرت سيارات الاحتراق الداخلي.
إن اختفاء السيارات الكهربائية كان بسبب انتشار سيارات البنزين في عام 1912، وكانت تمثل 90% من مبيعات السيارات، حيث إن سيارات البنزين كانت أسرع من السيارات الكهربائية والمدى أكبر، وإذا تعطلت بسبب انقطاع الوقود فإنه يمكن ملء الخزان في 5 دقائق وانتشار محطات الوقود، وكذلك نجاحها كان بسبب رخص أسعارها مقابل السيارات الكهربائية.
فهل نعود لاستخدام السيارات الكهربائية خاصة مع القلق لتغير المناخ وتداعياته؟