تعتبر الصين الشعبية في مصاف الدول العظمى وأصبحت المارد والتنين القادم من الشرق وستقود العالم اقتصاديا في الأعوام القادمة وهي تمتلك القوة الاقتصادية العالمية الهائلة والتي تجعل منها ورشة العالم ونموها الاقتصادي المتسارع بسبب ما تمتلكه من موارد زراعية ومعدنية وتوافر الأيدي العاملة الماهرة والجادة بثقافة العمل الصيني ودخول المستثمر الأجنبي. والصين دولة ذات حضارة قديمة وتاريخ عريق وهي دولة واسعة المساحة، 9 ملايين كم مربع، بالمركز الثالث بعد كل من روسيا وكندا.
وتتسم الصين باكتظاظها بالسكان، حيث بلغ عدد السكان 1.4 مليار نسمة، وهي تقع في الجزء الشرقي من قارة آسيا، عاصمتها بكين، وأكبر مدنها شنغهاي، وهي تجاور 14 دولة باتجاه عقارب الساعة من الجنوب فيتنام ولاوس وبورما والهند وبوتان والنيبال وباكستان وأفغانستان وطاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان وروسيا ومنغوليا وكوريا الشمالية. يحدها شرقا بحر الصين والبحر الأصفر – المحيط الهادي – وبسبب اتساع مساحتها تتنوع بها المدارات والعروض المناخية ومعظم أراضي الصين هضبية كهضبة التبت تلقب «بسقف العالم» وأراضيها جبلية كجبال الهملايا وبها قمة إفرست الشاهقة الارتفاع وسهول ساحلية ضيقة في شرق الصين. تخترق الصين عدة أنهار عظمى اليانجستي – هوانجهو – النهر الأصفر تمدد شبكة من طرق المواصلات والقطارات الفائقة السرعة.
والصين الشعبية أكبر الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي تمتلك مقومات الصناعة وصاحبة أكبر اقتصاد عاملي والتوسيع الاقتصادي الهائل وهي لا تتدخل بالقضايا الكونية وتركز على المشكلات والقضايا الداخلية وبعيدة عن الانغماس في القضايا الكونية وتسعى عبر سياساتها الخارجية إلى حماية ومصالحها الوطنية وازدهار اقتصادها وتحقيق أهدافها عبر التعاون السلمي مع الأمم الأخرى وتنتهج إستراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة وسياسة حسن الجوار والانسجام والأمن والازدهار لجيرانها وسياسة العلاقات المتوازنة والتعاون والإصلاح والانفتاح الإقليمي والعالمي بشفافية.
ولسياستها السلمية والمستقلة كسبت ثقة جميع الدول المحبة للعدل والسلام وتدعو إلى الحوار والتشاور المتكافئ في معالجة القضايا والعلاقات الدولية والإقليمية وتطوير علاقاتها مع الدول ذات الأهمية الإستراتيجية فالصين الشعبية الأولى في العالم استيرادا للبترول الخام من دول الخليج العربي والكويت أول دولة خليجية أقامت علاقات ديبلوماسية مع الصين الشعبية في سنة 1971م.
والصين تهتم بالعلاقات الاقتصادية التجارية والاستراتيجية وتحتاج إلى أقاليم مستقرة وآمنة وتسعى إلى عقد اتفاقيات تفاهم مع دول الخليج العربي ودول العالم للوصول إلى منطقة التجارة الحرة والتعاون في إطار مبادرة الحزام وطريق الحرير البري والبحري وهذه الطرق لحماية خطوط التجارة والملاحة ويعتبر الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني ميناء جوادر المطل على بحر العرب وخليج عمان أهم الممرات لعمليات تجارة الترانزيت والعبور وأنشأت الصين قاعدة عسكرية في جيبوتي بالقرب من القرن الإفريقي وميناء عدن والبحر الأحمر والمحيط الهندي من أجل المحافظة على طرق الملاحة والقضاء على القرصنة.
والمنتجات الصينية غزت جميع أسواق العالم فهي تصنع كل شيء من الإبرة إلى الصاروخ وإقبال الناس على الشراء بسبب رخص المنتج وتوافر الأيدي العاملة الرخيصة والماهرة. والصين دولة مستقبلة للاستثمار الأجنبي وهي بلد الحضارات والإبداع الفني الحرفي فهي فعلا التنين والمارد القادم من الشرق.
[email protected]