مفرح الشمري
بسبب الأزمة التي يمرّ بها لبنان، أكد رئيس مهرجان «سبوت شوت فيلمز الدولي» بلال خريس لـ «الأنباء» انتقال المهرجان من بيروت الى دبي. وذلك باعتبار دبي تربة خصبة للفنون، وفيها مكامن التطور والابداع، وهي الجارة القريبة للبنان.
وقال ان المهرجان سيحمل في دورته الاولى اهداء الى بيروت في ظل الوضع الصعب الذي يعانيه لبنان، حيث سيقام المهرجان تحت شعار «من قلب دبي سلام لبيروت».
وأشار خريص ان المهرجان مخصص للأفلام القصيرة، مشيرا الى انه استقطب 2922 فيلما من 120 دولة في العالم، وصل منهم 22 فيلما قصيرا الى النهائيات، وسيعلن عن أسماء الافلام الفائزة بانطلاق المهرجان في اكتوبر أو نوفمبر حسب الترتيبات المقررة له.
وذكر رئيس المهرجان المخرج بلال خريس إن نسبة كبيرة من عائدات المهرجان المالية ستعود لجرحى انفجار مرفأ بيروت وجرحى انفجار التليل عكار.
في هذا الصدد، رصدت «الأنباء» الراعي الاعلامي للمهرجان آراء عدد من المشاركين في هذا الحدث الفني الكبير في ظل الاوضاع التي يعيشها لبنان، حيث قال النجم داود حسين المشرف العام للمهرجان: أسعدتني جدا فكرة المشاركة بالمهرجان وفكرة وجود مهرجان دولي من لبنان الحبيب يهتم بالأفلام السينمائية القصيرة هو أمر مهم جدا في العالم العربي نظرا للسوق الكبير في السينما العالمية.
وختم حديثه قائلا: لبنان هو بلدي مثل الكويت وبيروت هي مدينتي التي أحبها، لذلك أنا أقوم بما يمليه علي واجبي وحبي تجاه هذا البلد الغالي لبنان.
تظاهرة فنية
من جهتها، اعتبرت النجمة سوزان نجم الدين نائب رئيس المهرجان والمشرفة على لجان التحكيم أن هذا المهرجان تظاهرة الفنية باسم بيروت وهو نقطة تحول تحتاجها العاصمة الحزينة بيروت في هذا الظرف الصعب وكلنا مع بيروت لاستعادة دورها الريادي. وأضافت نجم الدين: طبعا أسعدتني المشاركة بالمهرجان لا بل اعده واجبي انطلاقا من دعمي للفن والمهرجانات التي تسمو بالبارقة الفنية وتضحى مرجعا عملاقا لكل عمل فني ونقطة تواصل بين مختلف الثقافات والفنانين العالميين.
بينما قالت النجمة اللبنانية دارين حمزة في لجنة التحكيم الدولية ان المهرجان هو بصيص أمل مهم وشعلة نور جميلة تخرج من بين انقاض بيروت اليوم. لأن الفن لغة القلوب، ويجب ان نستعمل فننا لنعالج قلب بيروت المجروح، واصفة الافلام المشاركة بالمتنوعة وذات المستوى الجيد.
أما الفنان حسين المطوع بطل مسلسل الميراث عضو لجنة التحكيم الدولية فقال: يسعدني أن أكون الكويتي الوحيد المتواجد ضمن قائمة لجنة التحكيم الدولية لمهرجان من قلبي سلام لبيروت، وهذا شيء يجعلني فخورا لتقديم الأفضل للمهرجان ولي ولاسم دولتي الكويت، والمهرجان هو ليس أمرا فنيا وحسب، بل هو يحمل رسالة إنسانية اسمها من قلبي سلام لبيروت عسى ان تعود بيروت افضل مما سبق منارة الفنون والثقافات.
الدواء الصحيح
وقال المخرج الايطالي ميمو مانشيني عضو لجنة التحكيم في المهرجان:
أعترف انني لبضعة أيام كان من الصعب علي أن أتخيل مهرجان سينما في بلد الأخبار عنه تتمحور حول صعوبة وسوء العلاقات بين سياسييه وشريحة واسعة من سكانه حكما هي لم تكن الأفضل. ثم أدركت على العكس كم أن السينما والثقافة والفن هي الدواء الصحيح لنعكس كم نفعل الكثير من الألم بلا فائدة، وعن المستوى الفني للأفلام المشاركة في المهرجان ذكر ان مستواها الفني ممتاز، خصوصا في الأفلام القصيرة التي تمكن من مشاهدتها وهي أفلام سلطت الضوء على الواقع الذي نعيشه.
أما الفنان السعودي عبد الناصر الزاير عضو لجنة التحكيم فقال: الفن السينمائي فن له خصوصيته من جميع الجوانب فهو يضم الكثير من العناصر المهمة على مستوى الصورة ومستوى الصوت ومستوى الشكل والمضمون بشتى جوانبه ومهرجان سبوت فيلمز الدولي الذي شعاره «من قلبي سلام لبيروت» يعتبر انطلاقه لتجديد الحضور الفني السينمائي لبيروت ولكل من يهمه أمر هذا الفن في العالم، وسعدت وتشرفت كثيرا بدعوتي للمشاركة من ضمن لجنة التحكيم لهذا المهرجان وأعجبتني الطريقة الإدارية لفرز الافلام من بدايتها حتى وصولها للمراحل النهائية.
أصعب المراحل
فيما قال رئيس فريق الاعتماد للأفلام نضال عبدالخالق إن انتقاء الأفلام واختيارها بأي مهرجان يعد من أصعب المراحل وأمتعها بذات الوقت، صعوبتها بالنسبة للكم الهائل للأفلام المشاركة ومشاهدتها من لجنة خاصة تتمتع بالثقافة السينمائية والفنية والأدبية، وأمتعها بالنسبة لمشاهدة الأفلام المتنوعة الآتية من عدد كبير من البلدان التي تعكس حضارات وثقافات مختلفة كانت بمنزلة كنز ثمين لنا كفريق للاعتماد.
وأضاف: فريق الاعتماد مؤلف من 14 فنانا من الاختصاصيين في مجال الفن والإعلام على أنواعه من سينمائيين وإعلاميين وكتاب وفنانين تشكيليين من عدة دول عربية بذلوا الجهد الكبير خلال شهرين وأكثر رغم مشاكل وصعوبة الانترنت والكهرباء خاصة في لبنان وسورية مما جعلهم يبذلون الجهد الاكبر في ذلك والشكر الكبير لهم.
وعبرت المخرجة الجزائرية أمال بن قاسيمي عضو في فريق الاعتماد عن سعادتها بالمشاركة ضمن فعاليات مهرجان «من قلبي سلام لبيروت». وقالت: مشاركتي في المهرجان شرف لي كجزائرية وهذا أبسط شيء بإمكاني تقديمه لبيروت كفنانة ومخرجة حاملة رسالة الحب والسلام للعالم اجمع.
الطابع الإنساني
من جهتها، ذكرت مديرة التسويق وعضو مجلس الإدارة في مهرجان سبوت شوت فيلمز الدولي فدوى الدعبول، أن العنوان اللافت للمهرجان (من قلبي سلام لبيروت) والطابع الإنساني الجامع لفريق عمله وشروط المشاركة فيه زرعت في قلوبنا جميعا حافزا كبيرا للعمل بأقصى طاقتنا لإنجاحه.
وقالت: من مبدأ عملي على رأس الفريق التسويقي للمهرجان باعتباره حدثا مهما لتلاقي فعاليات ثقافية فنية، أكاديمية، مجتمعية، واقتصادية، عالمية ومحلية مهمة وفاعلة كل في مجاله فإن الفرص الاستثمارية في هكذا مناسبات تكون في أوج فعاليتها، لذلك تضم خطتنا الترويجية دعوة العديد من أعلام الفن في مجال الإخراج، التمثيل، التصوير، الديكور، وغيرها بالإضافة لاستضافة شركات رائدة في مجال الإنتاج السينمائي وتقنيات الإنتاج المختلفة وسيخصص جناح لهذه الشركات وكل الشكر لمدير المهرجان بلال خريس لإتاحته الفرصة لنا للمشاركة في هذا الحدث الرائع، والشكر موصول لكامل فريق العمل.