تطوير التعليم أول خطوة لتطوير المجتمعات، والتربية قبل التعليم، هذه التربية التي تبدأ من الأسرة، ثم تكملها المدرسة، يساهم فيها المعلم القدوة، الذي ينشر القيم والمبادئ على أسس قوية ودعائم من الأخلاق.
٭ التعلم في الصغر: قالو قديما التعلم في الصغر كالنقش على الحجر، والمرحلة الابتدائية هي الأساس والعماد، حيث يتعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم.
وإذا ما أهمل أولياء الأمور متابعة أبنائهم في هذه المرحلة فقد يدفع التلميذ ثمن هذا التقصير وإذا ما حرصت وزارة التربية على انتقاء المعلمين لهذه المرحلة المهمة والأساسية في حياته العلمية، فقد يعجز معلمو المرحلة المتوسطة على ترميم الأخطاء وتكملة البنيان.
فالمرحلة الابتدائية هي الأساس والدعامة الأولى في التعليم.
٭ التعليم التقليدي: كان التعليم في السابق يعتمد على التلقين والحفظ والتسميع، ويصبح الطالب كالببغاء ما عليه إلا أن يسجل في ورقة الإجابة ما حفظه من معلومات، وإذا انتهت فترة الاختبارات وبدأت العطلة الصيفية نجد الطالب نسي كل المعلومات التي حفظها عن ظهر غيب، فالذاكرة تخون والنسيان نعمة من الله عز وجل.
وقد يكون هذا النسيان محمودا إذا نسي الإنسان آلامه وجروحه وذكرياته الحزينة، وقد يصبح النسيان نقمة إذا نسي الإنسان ما حفظه من معلومات.
٭ تأسيس شخصية جديدة: وهنا لابد لنا من تطوير التعليم في عصر العولمة، فإذا اقتصر التعليم التقليدي على التلقين فإنه كان معذورا، حيث لم تتوافر سبل المعرفة والتكنولوجيا كتوافرها اليوم بعد أن أصبح العلم يغرف من خلال كبسة زر.
إننا في أمس الحاجة لتطوير مناهجنا التي يجب أن يعتمد فيها الطالب على البحث والتحري وليس على الحفظ فقط.
وإذا ما تساءلنا متى سنبدأ في خلق شخصية جديدة للطالب ونجعل منه باحثا عظيما لمستقبل مشرق بالعطاء، فإننا نقول إن خلق هذه الشخصية يبدأ في المرحلة المتوسطة حيث نغرس في نفس الطالب حب البحث والتحري عن المعلومة، لا أن تكون أمامه جاهزة وما عليه إلا أن يحفظها.
اليوم في عصر العولمة نحن بحاجة إلى صناعة الباحثين وليس الحافظين دون فهم.
وعندما يصل الطالب للمرحلة الثانوية يكون قد عشق أسلوب البحث وسيجد متعته في هذه المرحلة لصقل شخصية مبدعة واثقة من نفسها ومن عطائها مؤمنة بقدرتها على الإبداع والتحدي.
٭ التلقين في الجامعة: يصل الطالب إلى المرحلة الجامعية فيجد نفسه محصورا في أسلوب التلقين والحفظ، ويكون لزاما عليه أن يختبر الاختبار الأول والثاني ثم النهائي.
حتما، سيعتمد الطالب على الغش ولن أقول الجميع ولكن هذا الأسلوب أسلوب التلقين سيتيح له فرصة الغش لأن الاختبار ما هو إلا تسميع للمعلومات.
الكتاب المفتوح أو الأبحاث الميدانية: إننا بحاجة إلى استخدام سياسة الكتاب المفتوح في اختباراتنا أو سياسية الأبحاث الميدانية، لأن تسميع المعلومة ليس عملية صعبة، فالعلم موجود بكبسة زر.
إننا بحاجة إلى خلق شخصية باحثة للمعلومة محققة لصحتها، وهنا سنجد جيلا باحثا وعددا مشرفا للأبحاث التي ستساهم في رقي المجتمع وتطوره.