وما الحياة إلا سلسلة من الأبواب، منها أبواب مفتوحة ومنها أبواب مغلقة، نعيشها نحن ونتنقل من بينها، وكل منا له مفاهيمه وقيمه ورؤيته الخاصة لعالمه.
وكل منا له أهواؤه وأطباعه وقناعاته التي لا يحيد عنها.
كما أن كل واحد منا لديه نقاط ضعف، ونقاط قوة، ولا يخلو في المقابل من النقائص.
ولا ننسى أيضا أنه لابد من وجود بعض الميزات والمواصفات المتميزة التي تتخللنا، هذا وبخلاف ميولنا الوجدانية وعواطفنا.
ذلك الميول الذي غالبا ما يجبرنا على أن نتعرى من شرنقة ضعف إحساسنا، لنمضي على عجل، دون الالتفات لما رميناه خلف ظهورنا، كي لا نصبح كالتافهين غيرنا، وليزداد اكثر اهتمامنا وانشغالنا بأنفسنا، ليتولد من جديد جمال شخصيتنا، لا أن نهملها ونقضي وقتنا بالنبش عن هذا وذاك وبأمور لا علاقة لها بنا.
فلم يخلقنا الله سبحانه وتعالى لذلك أبدا! هذا بخلاف أننا في الحياة لا نشاهد إلا ذلك الجزء الخارجي من الناس، لكن لا نعلم عن صراعاتهم الداخلية، وحروبهم الصغيرة منها أو الكبيرة، والتي عادة ما تكون محجوبة عنا.
أما فيما يتعلق بموضوع النبش، فأنت أولى به، حاول بقدر المستطاع أن تستخدمه لصالحك انت.
أي انبش أولا داخل روحك، وابحث عن عمق ذاتك، لتعرف عما بداخلك، بغضّ النظر عن ظروفك.
قد تجد ما يطمئنك، وقد تحظى بالسلام الداخلي الذي كلما تخلقت به كلما تنورت، وكن على يقين بأن من بعدها ستُزهى بكل ما يفرحك، يسعدك، ويرضيك.
فتلك هي المعضلة الحقيقية التي تستحق بأن تفخر بها بإسهاب، وتلك هي البصمة الرائعة التي ستتركها من بعدك، والتي لن تمحى من حياة كل من عرفك وتقرب منك، بعدها ثق بأنك ستندرج في المقامات المعنوية، الراقية، الرفيعة، وإن تجاهلك الحقاد وهمّشوك!