ثمة تسارع في الأحداث السياسية الإقليمية، وحراك محموم، لعل أبرزها تنامي قوى المقاومة الفلسطينية، وتمكن حركة طالبان من حكم أفغانستان، واجتماع الخصوم في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وكسر الحصار عن تجويع لبنان.
لكن كل ذلك وغيره لا يكاد يخرج عن إطار معسكرين متنافسين رئيسيين:
1- الأول يستهدف إعادة صياغة الشرق الأوسط، ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، بحيث يتم تكييف القيم الإسلامية تبعا للنمط المتحرر من القيود الدينية والعادات والتقاليد، والقبول بالأمر الواقع في التعايش مع الكيان الإسرائيلي كدولة ومجتمع صهيوني. وتتكثف منصات الحوار على إحياء مشاريع أخلاقية غربية مزعومة كتحرر النسوية من تسلط الذكورية، والتسامح مع الإلحاد في مواجهة التطرف الديني، وتسفيه أحكام الشريعة الإسلامية، وإطلاق الحرية الجنسية العامة بين الجنسين، واعتبار المثلية حقا من حقوق الإنسان المتحضر.. الخ!
ولهذا المعسكر أدواته المتنوعة من الضغوط الاقتصادية والسياسية، وعبر صناعة الذباب الإلكتروني، والقمع والطرد للرأي الآخر، والإغراءات اللوجستية للتطبيع الإسرائيلي، وكيل الشتائم، والتشكيك والتزييف في سلوك المعارضين له، وإذكاء الصراع الطائفي والعرقي.
2- الثاني يصر على الثوابت الإسلامية، ومقاومة التطبيع مع إسرائيل، وإعطاء صفة الفساد في الأرض لكل من يدعو إلى تغيير نواميس الطبيعة التي جبلت عليها البشرية، بإمكانياته المادية المحدودة، يقدم الإسلام كمشروع وحدوي، ويوجه الحذر إلى المشاريع الأخلاقية الغربية، بصفتها مشروعا يهدد هوية المجتمعات العربية والإسلامية.
لكن الله تعالى قد وعد، ولن يخلف وعده (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون).
[email protected]