في أزمان مضت كان التعليم وأولئك المتعلمون نموذجا رفيعا!
كيف لا والأمية تضرب بجذورها معظم الشعوب العربية فلم يكن التعليم متوافرا للجميع وكان مختصرا على القادرين وهم قلة قليلة!
ومنذ أن توافر التعليم للجميع ومجانا تعاظم التعليم وأخرجت المدارس والجامعات في بداية عهودها كوكبة من المثقفين الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية والإعلامية والفنية والسياسية في كل الأوطان العربية ومن دون استثناء!
كان حامل الشهادة الابتدائية يشار إليه بالبنان وتجده مميزا في مجتمعه!
في هذه الأزمان خرجت في جميع الأوطان العربية نماذج علمية في شتى المجالات مثل طه حسين وعباس العقاد ويوسف وهبي وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي.. الخ.
ولم يعد التعليم مقصورا على أحد حتى ساعدت الأنظمة بقصد منها أو بغير قصد مثل تأخرها في البنية التحتية للتعليم أو في توظيفها لغير المؤهلين على العمل بالتدريس!
لتصبح مخرجاته سيئة من خلال ما يسمى بالتنسيق أو في تبديل المناهج بين فترة وأخرى حتى وصلنا إلى أن ينظم البنك الدولي مناهجنا التعليمية!
ولا أعلم ومازلت ما هذا الدور الذي سمح للبنك الدولي بيقوم بهذا الهراء؟!
أو من خلال عملها بصورة أخرى وبالتحالف مع رؤوس الأموال لتغريب التعليم موفرة التعليم الجيد لمن معه الأموال بينما يقبع البسطاء مع تعليم أشبه بتحصيل الممكن!
إن الشعوب في المعمورة كافة أصبحت تقاس بتعليمها ومستواه الذي لم يعد مقتصرا على التعليم بقدر ما هو معتمد على التربية والسلوك وزرع للقيم وبناء جيل يتطلع إليه للمستقبل!
في وطني الكويت عندما أنشئت وزارة التربية لم يطلق عليها وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم لأن القائمين عليها آنذاك كانوا مستوعبين ومدركين لدور التربية الأساسي في بناء الجيل الجديد!
فالتربية هي التعليم والقيم والأخلاق وبناء متكامل لهذا النشء وما يريد منه الوطن لاحقا!
للأسف ما زالت الوزارة تحمل نفس المسمى لكن دون اهتمام أو دور حقيقي وما نشاهده من مخرجات هي أشبه بـ«بتوع شهايد» ولكن بلا علم!
وفي الوضع الحالي يجب أن يطلق على وزارة التربية وزارة التعليم وكفى! أو أن يعيدوا لوزارة التربية رونقها الضائع ومناهجها المفقودة!
# وضوح: الأمم باتت تقاس بمستوى تعليمها.