مما لا شك فيه أن نظام التعاونيات في الكويت يعتبر نظاما فريدا ومتميزا سواء من ناحية الممارسة الديموقراطية لاختيار مجالس إداراتها، أو من ناحية الأمن الغذائي، ويقوم اتحاد الجمعيات التعاونية بدوره الإشرافي والتوجيهي لدفع عجلة التنمية من خلالها.
ولكن من المؤسف أن نجد قوانين وسياسات مكافحة التدخين في الدولة تسير في وادٍ مختلف عما تقوم به الجمعيات التعاونية، حيث إنها لا تشارك في مكافحة التبغ ونشر السلوكيات المعززة للصحة، بل على العكس فإن منافذ بيع التبغ فيها والتي معظمها أمام المحاسب (الكاشير) أصبحت تعرض بصورة جذابة لزيادة تسويقها.
ولابد من معرفة توجهات مجالس إدارات الجمعيات التعاونية تجاه التدخين وبيع التبغ وإن كانوا على علم باتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ والتي كانت الكويت من أوائل الدول التي انضمت إليها منذ إعلانها وبعد ذلك انضمت إلى البروتوكول الاختياري.
وأتمنى أن أجد الإجابة عن سؤالي وهو إلى متى تتقاعس الجمعيات التعاونية عن دورها التنموي لمكافحة التبغ وإلى متى تغض الجهات الرقابية مثل البيئة والتجارة والصحة البصر عن ترويج وتسويق التبغ في الجمعيات التعاونية رغما عن أنوف المساهمين؟!
وأتمنى أن تفصح كل الجهات عن مواقفها الحقيقية تجاه مكافحة التبغ قبل موعد الاحتفال باليوم العالمي للقلب في نهاية شهر سبتمبر من كل عام وهل تعرف هذه الجهات أن تعاطي التبغ هو أحد عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتي تقع على قمة أسباب الوفيات، والتصدي لها هو التزام تنموي للدولة أمام المجتمع الدولي، وإن كانت هذه الجهات لا تعرف ذلك فلابد من وضع برامج توعوية بمسؤولياتهم ونشر نتائج المسوحات الصحية والدراسات عن مؤشرات التدخين بالكويت وتقارير منظمة الصحة العالمية بهذا الصدد، وهي جميعها متاحة على موقع المنظمات الدولية لمن يرغب بالقيام بالتزاماته بجدية وبروح المسؤولية.
وأتمنى من الجهات الرقابية أن تقوم بمسؤولياتها حيال ما يحدث في الجمعيات التعاونية من اعتداءات صارخة على قانون البيئة فيما يتعلق بمكافحة التدخين ومنع الترويج للتبغ، وأرجو من اتحاد الجمعيات التعاونية أن يعد قائمة بالجمعيات المدمرة للصحة واعتذار مجالس إداراتها للمساهمين وللمجتمع.
وأتمنى أن أرى قريبا احتفالا لمدير البيئة بالنجاح في تطبيق المواد المتعلقة بمكافحة التدخين في قانون البيئة مثل الاحتفال بنقل الإطارات، لأن التبغ أخطر على الصحة من الإطارات في الصحراء، خاصة أنه في الآونة الأخيرة أصبحنا نجد التدخين في كل مكان على الرغم من وضع لافتات ممنوع التدخين، ولكنها أصبحت جزءا من ديكور بعض المطاعم والمجمعات.