[email protected]
بعيدا عن السياسة..
وبعيدا عن تصريحات القادة..
وبعيدا عن أجواء الفساد والفاسدين..
وبعيدا عن التنظير والتفلسف.. وطالبان!
أدعوك عزيزي القارئ معي الى هذا الحوار الرومانسي الجريء الذي أعرضه لك لعله يخفف عنك وطأة الجائحة وهي تجر أذيال الانهزام بعد أن (مردغتنا) في بحور من الظلمات والمناقصات والفضائح والنجاحات والإخفاقات والتراجع الاقتصادي والتربوي والتنموي!
قال لها:
يقول أُناس: لو وصفت لنا الهوى
فوالله ما أدري الهوى كيف يوصف
قالت:
أنا إن قضيت هوى فلا طلعت
شمس الضحى بعدي على أحد
قال لها:
قالوا: بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لهم:
الأذن والعين توفي القلب ما كانا
قالت:
أقولك شيء: ليس هناك ثروة في الدنيا تعادل
ثروة الحب والهوى والعشق والهيام
قال: ايه ذكرتيني بأبيات «الشاعر أحمد شوقي» رحمه الله
جحدتها وكتمت السهم في كبدي
جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
يا لائمي في هواه والهوى قدر
لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلمِ
قالت: يا محدثي الحب والهوى أخشى ما أخشاه
إن أُصبت به أن لا أشفى منه.
قال: سأخبرك صادقا ان في الحب شيئا من كل شيء، ففيه شيء من الروح، وفيه شيء من العقل، وفيه شيء من القلب، وفيه شيء من كل شيء!
ضحكت وارتسم على وجهها سر انبهارها فقالت:
أهديك ما قالته عاتكة الخزرجي :
أُحبه لا أُماري انه قدري
وسيدي وأنا إحدى ولاياهُ
أحسه فيَّ، من حولي وبين يدي
أكاد أحسبني في الوهم إياهُ
لولاه ما كنت في الدنيا سوى نغم
مضيع اللحن واسماً ضل معناه
٭ ومضة: ما في إنسان على وجه هذا الكون إلا وذاق من الحب والهوى سواء كان شابا أو كهلا، يبقى إنسانا، فالرجل الحب جزء من حياته، أما المرأة فهو وجودها كله.. كله.. كله!
٭ آخر الكلام: ما أروع الشاعر أيليا أبوماضي، لنقرأ أبياته ونستعذب كلماته يقول:
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ كوخا نيرا
وأبغض فيمسي الكوخ سجنا مظلما
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ في كل مكان وزمان، اعلم ان الحب هو شعور وانجذاب وإعجاب نحو شخص او شيء ما، وبعضهم يعرفه بالغرام وهو التعلق بالشيء بحيث لا يقوى على مفارقته، وكما يقولون: أُغرم بالشيء أو أولع به فهو مغرم!
ويبقى الهوى فهو ميل النفس لمن تهوى، او هوى فهو السقوط ومصدره الهوى وأكثر ما يستعمل «الهوى» في الحب المذموم المخالف.. الدنيا أمامكم والحلال بيِّن والحرام بيِّن فاختر دربك.
قالها الشاعر:
إِذَا وهَى الحُبُّ فَالهِجْرَانُ يَقْتلهُ
وَإِنْ تَمكَّنَ فَالهِجْرَانُ يُحْيِيهِ
صَغِيرَة النَّارِ عصْفُ الرِّيحِ يُطْفِئُهَا
وَمُعْظَمُ النَّارِ عَصفُ الرِّيحِ يُذْكِيهِ
عزيزي القارئ قبل ان أختم، تداخلت الأشياء في هذا الزمن حتى صرنا نقول: (إن البقر تشابه علينا)!
عليك أن تتريث في قضايا ما يسمى بالحب والهوى فهما اما يشقيانك او يجعلانك تطير فرحا، لأنك تعيش أجمل معاني الحياة، وتذكر دائما أن هناك واحدا في الحب يتعذب.. فلا تكن أنت!
في أمان الله..