جهاد أو الملازم جهاد من كتيبة الجرمق أو السرية الطلابية في وقت النضال والكفاح الفلسطيني المسلح في لبنان إبان الحرب الأهلية اللبنانية.
جهاد ذاك الاسم الحركي للمناضل الفلسطيني الكويتي الأخ والصديق والزميل والفقيد والراحل الكبير د.شفيق ناظم الغبرا.
***
جهاد، ذاك المناضل الرافض للاحتلال والإذلال، ذاك الامتداد التاريخي لنهر العطاء والوفاء الهادر من حيفا إلى طبريا وحتى الجنوب اللبناني.
د.شفيق الغبرا
هذا المواطن الكويتي الأصيل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، الذي أعطى الكثير حتى آخر يوم في حياته، والذي سيستمر بالعطاء حتى بعد مماته بفضل الإرث الثقافي والمعرفي الذي خلفه بعده من مؤلفات وندوات وحلقات نقاشية ومحاضرات.
***
جهاد.. الذي ملأ الأرض والفضاء صخبا وضجيجا ثوريا منقطع النظير.
د.شفيق الغبرا.. الذي ملأ السمع والبصر والألسن ذكرا طيبا عطرا وعلما أكاديميا مجردا وعلوما أخلاقية وثقافية وسياسية.
كان علامة فارقة في ميادين النضال الحقيقي والنزيه والشريف وكان غيمة بارقة في سماء الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
***
جهاد.. كان مناضلا فلسطينيا بامتياز، استطاع استخلاص حقوقه أدبيا ورمزيا رغم انف من لم يريدوا ان يعطوه حقه من أيتام وأزلام الانتهازية الثورية.
د.شفيق الغبرا كان مواطنا كويتيا باستحقاق، وقف طودا شامخا في وجه من أرادوا أن يسلبوه حقه من الزمرة العنصرية الطبقية.
***
جهاد.. كان أيقونة نضال وكان حجر زاوية في مشروع نضالي تصحيحي عميق جدا وكان صادقا وحقيقيا إلى أبعد مدى.
د.شفيق الغبرا كان منارة للهدى في الأفكار والثقافة والديمقراطية والحريات والعلوم السياسية النظرية وكان أسا أساسيا في التطبيقات العملية.
***
الإنسان (جهاد الغبرا) كان مجموعة قيم ومبادئ، أرضيتها الحق وانطلاقتها الصدق، ديدنها الوضوح في الرؤية والأهداف ووقودها الإصرار والاستمرار.
الملازم جهاد والدكتور شفيق الغبرا، صنعا معاً مزيجا إنسانيا متجانسا ومتسقا ومتوافقا جدا، خلقا فرداً مزدوجاً بأنجح أشكال ونماذج الازدواجية المثالية. أوجدا معا تناغما وتكاملا فريدا بين النظرية والتطبيق.
الملازم جهاد والدكتور شفيق الغبرا أحدثا خصوصية عامة قلما تحدث.
د.شفيق الغبرا بكل ما يحتويه من جهاد وجهات وصفات أخرى كثيرة بعضها نعلمه وبعضها الله يعلمه ونحن لا نعلمه.
هو حالة إنسانية معبرة عن واقعها ومقررة لطريقها المأمول بكل واقعية أيضا.
ذو غزارة فكرية وإنتاجية عملية غير مسبوقة.
لو أردت الحديث عن هكذا قامة سأحتاج إلى مجلدات كل مجموعة منها ستحكي جانبا وهامشا وجزءا من هذا الكل المترامي الأطراف.
***
ختاماً، لا يسعني إلا أن أنعي الصديق والزميل الدكتور شفيق ناظم الغبرا، الذي تشرفت بمزاملته في العديد من الندوات والحلقات النقاشية والفعاليات المتنوعات في شتى صنوف وأبواب المعرفة والفكر والثقافة.
أعزي نفسي وأبناءه يزن وحنين شفيق الغبرا وزوجته الفاضلة د.تغريد القدسي وكافة أسرة الغبرا الكريمة وجميع محبي الدكتور الفقيد.
رحمك الله رحمة واسعه يا أبا يزن وغفر لك وجعل مثواك الجنة، قد تكون كلماتي مرتبكة بفعل هول الصدمة ووقع الفاجعة ولكنني لا أقول إلا ما يرضي الله «إنا لله وأنا إليه راجعون».
وداعا جهاد.
[email protected]
hammad_alnomsy@