كلمات مهمة أطلقها سمو رئيس مجلس الوزراء في اجتماعه مع القياديين بالدولة وهي تلك المتعلقة بمركب الحكومة الذي لن يأوي إليه أي قيادي ليست لديه مهارات وقدرات قيادية وأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا، وهذه الصراحة والشفافية في طرح سموه لموضوع الوظائف القيادية ومعايير الاختيار والاستمرار والتجديد هو مربط الفرس لإصلاح الأداء الحكومي وبناء كويت المستقبل التي يحلم بها الجميع، حيث إن الجميع وبلا شك ينتظرون الانتقال إلى مرحلة التنفيذ بمنظومة جديدة تحمي مركب الحكومة وتحمي الجهاز الحكومي من غير الأكفاء.
ومن ثم تضع حدا لاختيار القياديين والتجديد لهم دون معايير تعكس الكفاءة والقدرة على القيادة والرؤية الواضحة وإن لم تتوافر الإرادة بإصلاح هذا الملف فإن مركب الحكومة قد يجد من الصعب عليه أن يبحر أو أن يحافظ على سلامته وسلامة المنتسبين إليه.
وهناك العديد من التحديات التي تواجه الحكومة في ملف القياديين يقع في مقدمتها حظر استخدام الباراشوت للإنزال البهلواني في مركب الحكومة وسرعة التعامل الجاد والموضوعي مع من ألقت بهم الباراشوتات إلى مركب الحكومة فتمتعوا بمزايا المنصب وضربوا عرض الحائط المسؤوليات بسبب أنهم يفتقدون أبسط المهارات وتسلقوا وصولا إلى مركب الحكومة.
والسؤال المشروع هو أنه يجب معرفة آلية ومنهجية محاسبة القياديين؟ وهل يمكن إنزال غير الناجح منهم من مركب الحكومة بضمير مرتاح؟ إنني أتمنى من كل قيادي حضر اللقاء أن يستعد لتلك التحديات إما بتطوير قدراته أو بالاستعداد للهروب من مركب الحكومة الذي لم يعد يتحمل أكثر.
وبالطبع، فإن من لن يأويه مركب الحكومة فلن يجد له مكانا بديلا في طائرة الحكومة لأن مركب الحكومة يجب أن تكون رحلته آمنة وأن يتخلص من الحمولات الزائدة أولا بأول سواء بإلقائها على اليابسة في أقرب محطة توقف له أو بإلقائها في قاع البحر أو المحيط شرط تطبيق المساواة والعدالة على الجميع ولا مجال لمحاولات التسلل من فتحات خلفية إلى مركب الحكومة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ما زالت الحكومة تستخدم المركب حتى الآن بينما حولنا الصواريخ ومركبات الفضاء؟ ولماذا لا تخلق الحكومة في الآفاق بدلا من التوقف عند عصر المركب فقط؟ ألسنا في حاجة لما هو أكثر تطورا من المركب التراثي التقليدي الذي لا يليق بعصر التقنيات الحديثة والتقدم التكنولوجي؟ وهل مركب الحكومة يستطيع أن يحقق طموحات الشعب بينما من حولنا يستخدمون مركبات الفضاء ويصنعون بأيديهم وبكفاءاتهم المتدثرة بالعلم والمعرفة العديد من الصور الناجحة في القيادة.