في الحقيقة الألغام من الأسلحة غير الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب بعد انتهاء الحروب بعقود طويلة ولا يزول أثرها عبر السنوات!
بالطبع هذه الألغام المستخدمة في الحروب متنوعة الأشكال وتصنع في مختلف الدول وبالتأكيد استخدمت في حروب كثيرة وبقيت في مساحات واسعة من أراضي المعارك واشتهرت بأسماء الأرض التي زرعت فيها، والموقع الذي حدثت فيه مثل ألغام (حرب العلمين) المعروفة!
هذه الألغام لها رسوم وخرائط تعرفها الجيوش التي زرعتها حول الشواطئ والممرات والمدن والصحاري والألغام وهي أخطر ما يواجه الإنسانية بعد الحروب لأنها تدمر الفرد جسديا ونفسيا حتى بعد إنقاذه وعلاجه!
ولكن هناك ألغام أخرى أخطر من الألغام الحربية المتفجرة التي يجب الحذر منها هي الألغام التي يمكن أن نطلق عليها «الألغام البشرية» ويصعب تفكيكها لأنها اعتادت على تشويه الحياة والبشر بكل الأساليب والوسائل!
هذه الألغام البشرية تزرع أحيانا بيننا بفعل فاعل، وأحيانا أخرى تزرع هي نفسها بنفسها بين المجتمعات على أشكال ومجموعات وأفراد لتدمير المجتمع الآمن بمختلف الأساليب، وهي اخطر بكثير من الألغام التي تستخدم لتدمير المباني والمجتمعات السكنية والطرق والتحصينات العسكرية والمدنية!
نعم، اللغم «البشري» المتدرب على تحطيم النفس البشرية والمجتمعات هو الأخطر عندما يستخدم أدواته إعلاميا وسياسيا واقتصاديا وعلميا واحترافيا بتوظيف وسائل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات وتحريف كل شيء من أجل أن يحطم النفس البشرية بأفكار واتجاهات كانت تستخدم سابقا من أفراد متدربين في مدارس بوليسية واستخباراتية، ولكن اليوم علميا وعمليا تستطيع مجموعات تخريبية الولوج لهذه الأساليب من الاستخدامات لزرع ألغامها البشرية بين المجتمعات لتحطيم النفس البشرية بوسائلها المستحدثة والمستخدمة تلقائيا من كل أفراد المجتمع ومن مختلف الشعوب والأجناس والديانات والتوجهات!
نعم، إنها «الألغام البشرية» الأكثر فتكا بالمجتمعات لهذا يجب محاربتها إعلاميا وسياسيا وتوجيه كل أسلحة التخلص منها وتلافي خطورتها على الإنسانية والشعوب والمجتمعات حتى لا تتمدد جذورها وتتمكن من الاستيلاء على كل الأرض وكل شيء جميل في هذه الحياة! نحن أمام حالة صراع تكنولوجي في مواجهة وسائل تكنولوجيا التواصل الاجتماعي التي تستخدم للضرر بالشعوب بدلا من النفع العام الذي من أجله تم تصنيع هذه التكنولوجيا.
لذلك علينا الحذر كل الحذر من خطورة هذه الألغام على المجتمع الوطني وعلينا الانتباه والمواجهة!