فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وخلف مئات الملايين من الإصابات والوفيات في مختلف الدول، وهبت الحكومات لمواجهة ومقاومة هذا الوباء من خلال التطعيمات المضادة للمرض والاشتراطات الصحية والتنسيق مع الدول الأخرى فيما يتعلق بالمطارات وإجراءات السفر من تقليل أو زيادة للمسافرين حسب أوضاع كل دولة وإمكانياتها ونسبة تفشي المرض فيها.
وفي الكويت ولله الحمد نشهد هذه الأيام انفراجة كبيرة بعد إقبال الناس على التطعيم والالتزام بالإجراءات والتعاليم وما صاحبها من انخفاض كبير في أعداد الإصابات، وهذا الإنجاز لن يتم إلا بجهد كبير من كل الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة الصحة وأطقمها الطبية والتمريضية التي أبلت بلاء حسنا طوال هذه الفترة، في هذه الأزمة التي تعايشنا مع كل جوانبها وظروفها من حجر وحظر وفتح وإغلاق وغيرها لا شك أنها تركت أثرا كبيرا في نفوس الكثيرين وخصوصا الذين فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو أقرباءهم أو أصدقاءهم سواء كان بسبب الفيروس الخبيث أو بسبب أمراض أخرى أو حوادث طرق أو غيرها من الأسباب التي تصادفت مع هذا الوباء.
لا شك أن الظرف كان مختلفا والمشاعر متذبذبة والقلوب مكتئبة لأن الناس كانت في بداية الأزمة تعيش في قلق وتشنج خوفا من المجهول بسبب وسائل الإعلام والشائعات في تلك الفترة التي ساعدت كثيرا على خلق كل هذه الأجواء المضطربة.
إن معظمنا عاش آلام ومعاناة الفقد في هذه الفترة، على المستوى الشخصي أنا فقدت ثلاثة من أقاربي وأبناء عمومتي الأعزاء والغالين على نفسي وفقدنا أيضا أصدقاء وجيرانا في وقت كان الوباء فيه منتشرا والمقابر وأماكن العزاء مغلقة ويمنع الدخول لها وحتى لو دخلت لا تستطيع أن تقدم واجب العزاء أو تتلقاه عن قرب تكتفي بالنظر أو بالإشارة، ونحن هنا لا نعترض على إرادة الله، ولا نقول إلا «لا حول ولا قوة إلا بالله»، ولكن تبقى بالنفس غصة والألم لا يمكن أن يتلاشى سريعا، إلا انه ليس بإمكاننا إلا الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، ونسأله جلت قدرته أن يزيل عن بلادنا هذا الوباء عاجلا غير آجل، ويحفظ الجميع من كل مكروه.
[email protected]